سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٦٠
* (أتتركون في ما هاهنا آمنين) * (1) أتظنون أنكم تتركون فيما أعطاكم الله في الدنيا من خير آمنين من الموت والعذاب وهذا إخبار بأن ما فيهم من النعم لا يبقى وسيزول عنهم (2) سيزول إذا أصروا على مواقفهم في اتباع آباءهم على تلك العقائد الساذجة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ثالثا: - التساؤل هذه هي وسيلة أخرى من وسائل الأنبياء (عليهم السلام) في المواجهة، فهذا صالح (عليه السلام) يثير أمامهم سؤال لا مفر من إجابته إلا بالاعتراف والإذعان للحقيقة، فهو تساؤل ينفذ إلى أذهانهم ويثير بها شكوك حول ما يتبعون من عقائد وأفكار.
* (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون) * (3) تساؤل يطرح أمامهم ليحكموا على تصرفاتهم ويقيموا مسيرتهم في الحياة فليتساءلوا فيما بينهم لماذا هذا الطريق دون ذاك؟ لماذا نكابر ونعاند من دون دليل أو حجة؟ فيأخذ الترديد في أذهانهم مأخذه ويتسرب الشك إلى عقولهم ولكن هذه المرحلة بمفردها لا تكفي فهي المعبر إلى الحقيقة لأن الشك كما يقولون أروع معبر بقدر ما هو أسوء منزل، فإذا استمر هذا الشك بالدب في عقولهم سيصلون إلى الحقيقة، وأما إذا استقروا على ذلك الشك بقي العناد والاستكبار على محله.
رابعا: - النصح * (وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) * (4)

(١) الشعراء: ١٤٦.
(٢) مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ١٩٩.
(٣) النمل: ٤٦.
(٤) الأعراف: ٧٩.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»