سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٥٨
* (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) * * (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون) * (1) نحن لا نريد أن نذكر أسماء هؤلاء لا للجهل بهم وإنما هدفنا من البحث ليس هو الرد بقدر ما هو تحديد لمواقف مضت لتكون درسا في التعامل الآني والمستقبلي مع الوقائع والأحداث، فها هم يخططون لقتل نبيهم غدرا وغيلة متناسين كل الأعراف والتقاليد من حفظ الأخ وعدم الغدر به، فهم يتمسكون بتقاليد الآباء عندما يعبدون الأصنام، ولكن لا يتمسكون بعادات البشر في حفظ الأخ وعدم الغدر به، فهؤلاء الرهط الذين وصفهم القرآن بالفساد والإفساد تحالفوا بالله فيما بينهم لإضمار صوت الحق وإيقاف الزحف الذي يدعو إلى التغيير والتبديل ظنا منهم أن بقتل صالح يخمد الحق ويظهر ما يعتقدون به من الآراء والأفكار الباطلة ولكن هيهات ما صالح إلا حلقة من حلقات السلسلة الممدودة من السماء إلى الأرض ابتداء بآدم (عليه السلام) وانتهاءا بسيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله)، وحتى لو انتهت النبوة فالخلافة باقية لتكمل الشوط إلى الله تعالى ولذلك كلام سنذكره في الفصل اللاحق إن شاء الله تعالى.
فنعود إليهم لنرى ماذا فعلوا في تخطيطهم وهل يعملون منفردين من دون رقابة إلهية ؟ أم توجد هناك رقابة وتخطيط إلهي أجاب القرآن عن ذلك كله فقال:
* (مكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون) * (2) فعجل الله عليهم العقوبة وأصبحوا في ديارهم جاثمين قبل أن ينفذوا ما خططوا له وطويت الصفحة لتبدأ صفحة أخرى من سجل الأنبياء.
صالح (عليه السلام) وأساليبه في المواجهة أولا: - الحوار الهادئ الهدوء سمة من سمات الأنبياء (عليهم السلام) في كل المراحل السياسية في الدعوة إلى الله

(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»