سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٢
سياسة الأنبياء دروس وعبر...
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة يعيش المسلمون في هذه الأيام حالة من التخلف على الأصعدة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسر في ذلك هو الابتعاد عن الخطوات التي رسمها المسلمون الأوائل للبشرية وهم الأنبياء الذين رسموا لنا الخطوط الواضحة في التعامل، فاكتشاف خطوات التحرك لدى الأنبياء داخل المجتمع والاستفادة من ذلك هو السر الذي دعاني إلى سبر قصصهم وتحديد خطواتهم وكيفية تعاملهم مع أنفسهم أولا ومع المجتمع ثانيا ومع أعدائهم ثالثا، ولا ريب أن اكتشاف ذلك لا يخلو من صعوبات كثيرة أهمها نقص المصادر اللازمة لذلك والخالية من الأساطير والترهات الإسرائيلية كي تكون صافية واضحة لا يداخلها قدر من الشك بحيث يمكن الاعتماد عليها في تحقيق الهدف المشهود من هذه الدراسة ألا وهو تحديد طرق ووسائل الأنبياء (عليهم السلام) في نشر دعواتهم داخل المجتمعات وجعل ذلك قاعدة أساسية ننطلق منها إلى الناس، فكان البحث على ثلاث فصول، اشتمل الفصل الأول على خطوات أولية للبحث تكون مفتاح الدراسة بحيث تم فيه المعرفة اللغوية والاصطلاحية للنبي وعصمته من الزلل والخطأ وأنواع السياسيات والفرق بينها واحتوى الفصل الثاني على البيان والتفصيل للطرق والوسائل التي تعامل بها الأنبياء (عليهم السلام) ابتداءا من نوح (عليه السلام) لأنه " أول نبي من الأنبياء (عليهم السلام) فتح باب الإحتجاج في الدعوة إلى الله " (1) ومرورا بهود - وصالح - وإبراهيم - ولوط - ويوسف - وشعيب - وموسى - وعيسى - وانتهاءا بخاتمهم محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وصحبه وآله المنتجبين، عشنا في هذا الفصل مع الأنبياء (عليهم السلام) وهم ينفتحون على الناس بدعواتهم الحقة، وتأملنا في الطرق التي اتبعوها مع الشعوب التي واجهتهم بالعنف والقوة، وسجلنا تلك الدروس التي مضى عليها زمن طويل ولم تزل غضة طرية بفضل خلود القرآن الكريم، فلا بد أن نستفيد ونتزود من هذه الدروس للوصول إلى الطريق الأمثل على مختلف المستويات السياسية

(1) الميزان ج 6: 295.
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»