سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٥٣
حتى ورد في الأخبار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى جبرائيل بين السماء والأرض على كرسي من ذهب وهو يقول لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (1).
وبالنتيجة قتل خيار المسلمين وعلى رأسهم حمزة الذي يعتبر أسد الله وأسد رسوله حتى أنشد أبو زيد عمر بن شبه يرثي حمزة ويقول:
بكت عيني وحق لها بكاها * وما يغني البكاء ولا العويل على أسد الإله غداة قالوا * لحمزة ذاكم الرجل القتيل أصيب المسلمون به جميعا * وهناك قد أصيب الرسول إلى آخر قصيدته التي يرثي بها حمزة سيد الشهداء (2) الذي راح ضحية المخالفة الصريحة للقيادة الإلهية ومن ذلك نستل درسا آخر وهو أن الطاعة من العوامل الأساسية لتحقيق النصر، وعدمها تقلب الموازين حتى لو كانت الكفة راجحة.
معركة الخندق معركة أخرى من معارك رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطط لها بمشورة أصحابه، ونفذها المسلمون، واستطاعوا في هذه المعركة بتسديد إلهي، وريح عاصف، أن يحققوا النصر على عدوهم وعدو الإنسانية مشركي قريش ومجرميها، ففي هذه المعركة استطاع المسلمون أن يحققوا النصر، ويولي المشركون منهزمون إلى غير رجعة، بعدما حاصروا المسلمين بضع عشر ليلة (3) حتى قيل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال " اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تشاء لا تعبد " وبهذه الأنفاس الإلهية أنزلت جنود الله إلى رسوله لتنصره على عدوه فجائت الريح التي أذهبت أبصارهم، وقال الله في ذلك:
* (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما

(١) الميزان: ٤ / ١٤.
(٢) الإستيعاب في هامش الإصابة: ج ١ ص ٢٧٥.
(٣) فرائد السمطين: ب ٥٠، ج ١ ص ٢٥٧، البداية والنهاية: ٦ / 5.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»