رسالة في صلاة أبي بكر - السيد علي الميلاني - الصفحة ٧١
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ (1) وقد تبع في ذلك إمامه مالك بن أنس كما في فتح الباري (2) لكن من الغريب جدا قول ابن العربي المالكي:
قوله تعالى (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) أصل في ترك التعرض لأقوال النبي، وإيجاب أتباعه والاقتداء به، ولذلك قال النبي في مرضه: مروا أبا بكر فليصل بالناس . فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس من البكاء، فمر عليا (3) فليصل بالناس، فقال النبي: إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس.
يعني بقوله: صواحب يوسف الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز (4).
أقول: إن الرجل يعلم جيدا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتمثل بقوله: إنكن صواحب يوسف إلا لوجود فتنة من المرأتين، فحرف الحديث من فمر عمر إلى فمر عليا ليتم تشبيه النبي المرأتين بصويحبات يوسف، لأن المرأتين أرادتا الرد عن الجائز وهو صلاة أبي بكر! إلى غير الجائز وهو صلاة علي!.
إذن، جميع أحاديث المسألة باطلة.

(١) سورة الحجرات ٤٩: ١.
(٢) فتح الباري ٣ / ١٣٩.
(٣) فكان الحديث بثلاثة ألفاظ ١ - فمر غيره ٢ - فمر عمر ٣ - فمر عليا وهذا من جملة التعارضات الكثيرة الموجودة بين ألفاظ هذه القضية الواحدة!! لكنا نغض النظر عن التعرض له خوفا من الإطالة... إلا أنه لا مناص من ذكر الأمر الأغرب من هذا الرجل! وهو التناقض والتعارض الموجود بين هذا الذي نقلناه عن كتابه (أحكام القرآن) وبين الموجود في كتابه الآخر (العواصم من القواصم: ١٩٢) حيث يقول في سياق رده وطعنه على الإمامية!: ولا تستغربوا هذا من قولهم، فهم يقولون إن النبي كان مداريا لهم معينا لهم على نفاق وتقية وأين أنت من قول النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم حين سمع قول عائشة: مروا عمر فليصل بالناس -: انكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس.
(٤) أحكام القرآن 4 / 145.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) أسانيد الحديث و نصوصه الموطأ 7
2 صحيح البخاري 7
3 صحيح مسلم 13
4 صحيح الترمذي 15
5 سنن أبي داود 16
6 سنن النسائي 17
7 سنن ابن ماجة 18
8 مسند أحمد 20
9 (2) نظرات في أسانيد الحديث 25
10 حديث أبي موسى الأشعري 26
11 حدث عبد الله بن عمر 28
12 حديث عبد الله بن زمعة 30
13 حديث ابن عباس 30
14 حديث ابن مسعود 32
15 حديث بريدة 33
16 حديث سالم بن عبيد 33
17 حديث أنس 34
18 حديث عائشة 36
19 الأسود عن عائشة 37
20 عروة عن عائشة 39
21 عبيد الله بن عمر عن عائشة 40
22 مسروق بن الأجدع عن عائشة 41
23 (3) تأملات في متن الحديث ومدلوله من كلمات المستدلين به على الإمامة 46
24 لا دلالة للاستخلاف في الصلاة على الخلافة العامة 49
25 وجوه كذب أصل القضية: 1 - كون أبي بكر في جيش أسامة 51
26 2 - إلتزام النبي بالحضور للصلاة بنفسه ما أمكنه 52
27 3 - استدعاؤه عليا عليه السلام 53
28 4 - أمره بأن يصلي بالناس أحدهم 54
29 5 - قوله لعائشة وحفصة: إنكن لصويحبات يوسف 55
30 6 - تقديم أبي بكر عمر 58
31 7 - خروج النبي معتمدا على رجلين: 59
32 أ - متى خرج أبو بكر للصلاة؟ 60
33 ب - متى خرج رسول الله؟ 60
34 ج - كيف خرج رسول الله؟ 60
35 د - على من كان معتمدا؟ 61
36 8 - حديث صلاته خلف أبي بكر 63
37 9 - وجوب تقديم الأقرأ 63
38 10 - لا يجوز لأحد أن يتقدم على النبي 70
39 11 - خطبته بعد الصلاة 73
40 12 - رأي علي عليه السلام في القضية 74
41 نتيجة الحديث 75