بشارة أحمد في الإنجيل - محمد الحسيني الريس - الصفحة ٥
ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " (1).
لا يخفى أن المسيح كان معلم الحواريين مدة إقامته بينهم، وكان مرشدا ومعزيا لهم ومدافعا عنهم حتى تعلقت قلوبهم به، وهو سابق علمه عرف أن فراقه بواسطة الموت سيحزنهم جدا. وتحقق أنهم في حاجة إلى مساعدة سماوية للتقوية والإرشاد والتعزية بعد فراقه، لذلك سبق فوعدهم بالروح القدس المعزى الآخر، كما رأيت في الآيات السالفة الذكر وبعد إنعام النظر في هذه الآيات يتضح لنا أن الشخص الموعود به لا يمكن أن يكون محمدا نبي المسلمين لأسباب تراها في نفس الآيات: أن الموعود به غير ذي جسم " روح الحق " لذلك لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه وهذا الوصف لا يصدق على محمد لأنه ذو جسم وقد رآه العالم المؤمن والكافر.
أن الموعود به جاء ليمكث مع الحواريين إلى الأبد " ليمكث معكم إلى الأبد " وهذا أيضا لا يصدق على محمد، لأنه لم يأت في زمن الحواريين، ولم يمكث في العالم أو معهم إلى الأبد.
أن الموعود به كان وقتئذ مع الحواريين " لأنه ماكث معكم " وهذا أيضا لا يصدق على محمد لأنه لم يكن مع الحواريين.
أن المسيح أوصى الحواريين " أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا " ذاك المعزى الروح القدس، وهم إطاعة لأمر سيدهم (والمسلمون يعتقدون أن الحواريين طائعون) انتظروا عشرة أيام في أورشليم حتى جاء ذلك المعزى " وامتلأ الجميع من الروح القدس " وهذا أيضا لا يصدق على محمد، وإلا كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في أورشليم نحو ستمائة سنة إلى مجئ محمد، وأنى لهم هذا العمر. وخصوصا أن المسيح وعدهم بإرسال هذا الروح المعزى على عجل، وإلا فليس من فائدة للتعزية وهم موتى ، فتعزية لهم قال: " وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير " (2).
ولست أظن أن الأخ المسلم يريد أن
(٥)
مفاتيح البحث: الوصية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»