بشارة أحمد في الإنجيل - محمد الحسيني الريس - الصفحة ١٥
هو الروح القدس ولا تعنى كلمة " الفرقليط " المعزى أو الشفيع، وبعد ذلك أبين بوضوح أن الكلمة التي تعنى أحمد بمعنى الأشهر والأكثر حمدا وشهرة هي ليست باراكليت paraclete، بل هي بيروكليت.
1 - الروح القدس موصوف في العهد الجديد بأنه شئ آخر غير شخصي إن دراسة دقيقة للعبارات التالية في العهد الجديد سوف تقنع القراء أن الروح القدس ليس هو " الأقنوم " الثالث للثالوث كما أنه ليس شخصية مستقلة، ولذلك فهذا الفرق الأساسي بين الأمرين حجة قاطعة ضد الافتراض بأنهما نفس الشخص.
(أ) " فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالأحرى الآب الذي في السماء يعطى الروح القدس للذين يسألونه " (2) يقال إن الروح القدس " هبة من الله ".
(ب) " ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله " (3) يوصف هذا " الروح القدس " بصيغة المجد " الذي لا هو مؤنث ولا مذكر " الروح من الله ويذكر القديس بولس بوضوح أنه كما أن الروح التي في الإنسان تجعله يعرف الأشياء ج 1 عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص ص ج 37 39) ج 3 سفر الكورنثيين الأول (2 / 12) ج 2 إنجيل لوقا (11 / 13) التي تخصه، فإن روح الله تجعل الإنسان يعرف الأشياء التي تخصه، يعرف الأشياء الإلهية (حيث أن روح المرء هي التي تمكنه من معرفة ذاته كذلك فإن روح الله تمكن المرء من معرفة الأمور الإلهية) (1) وبالتالي فإن الروح القدس هنا ليس هو الله ولكنه منفذ أو طريق أو وسيط يختص الله بواسطته من يشاء من عباده بالتعليم والتنوير والإلهام.
(ج) مرة أخرى (أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم) (2) نقرأ أن عباد الله الأتقياء يطلق عليهم " هيكل الروح القدس " تلك التسمية التي " تقلدها من الله " وهنا مرة أخرى دليل على أن الروح الإلهي ليس شخصا أو ملاكا ولكنه
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»