بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٤
وبعبارة أوضح: أن عندما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إما أن يعلم به بالضرورة كوجوب الصلاة والزكاة والجهاد والحج، وإما أن لا يعلم به كذلك.
فالمؤمن هو الذي يعتقد بصحة كل عندما بعث به الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى أمته، غير أن المعلوم بالضرورة، يؤمن به تفصيلا وما لم يعلم، يؤمن به على وجه الإجمال.
ويظهر مما تقدم أن الإيمان يتجلى في أصول ثلاثة:
الأصل الأول: الإيمان بالله سبحانه وتوحيده.
الأصل الثاني: الإيمان بالآخرة وحشر الناس في اليوم الموعود.
الأصل الثالث: الإيمان برسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء بها.
والاعتقاد بهذه الأصول الثلاثة يورث الإيمان ويدخل الإنسان في حظيرته ويتفئ في ظلاله وظلال الإسلام.
هذا عندما عليه علماء الإسلام دون فرق بين طائفة وأخرى، وقد آثروا في ذلك عندما روي عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في غير واحد من المواقف.
1. روى الإمام علي بن موسى الرضا " عليهما السلام "، عن آبائه، عن علي " عليهم السلام "، قال: " قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا حرمت علي دماؤهم وأموالهم ". (1)

1. البحار: 68 / 242.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»