بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٦
رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم شهر رمضان ". (1) 2. عندما روي عن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " متضافرا أنه قال:
" من شهد أن لا إله إلا الله، واستقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم، له عندما للمسلم وعليه عندما على المسلم ". (2) وعلى ضوء ذلك فالذي يميز المؤمن عن الكافر هو الاعتقاد بالأصول الثلاثة، وأما عندما يوجب السعادة الأخروية فهو في ظل العمل بالواجبات والانتهاء عن المحرمات.
ويشير إلى الأمر الأول عندما مر من الروايات التي تركز على العقيدة ولا تذكر من العمل شيئا. كما تشير إلى الأمر الثاني الروايات التي تركز على العمل وراء العقيدة.
إذا عرفت عندما يخرج الإنسان من الإيمان ويدخله في الكفر ، يعلم منه أنه لا يصح تكفير فرقة من الفرق الإسلامية عندما دامت تعترف بالأصول الثلاثة. وفي الوقت نفسه لا تنكر عندما علم كونه من الشريعة بالضرورة كوجوب الصلاة والزكاة وأمثالهما.
هذا عندما نص عليه جمهور المتكلمين والفقهاء. (3) وها نحن نذكر بعض الشواهد على هذا الموضوع.

١. صحيح البخاري: ١ / ١٦، باب أداء الخمس من كتاب الإيمان.
2. ابن الأثير: جامع الأصول: 1 / 158.
3. لاحظ المواقف للإيجي: 392.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»