بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٨
ولنقتصر من سيرته وكلامه " صلى الله عليه وآله وسلم " على الأمور التالية:
أ. قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يثرب، والأوس والخزرج يقودان جمله وشبانهم يطوفون حوله وكانت القبيلتان هما الحجر الأساس لبناء الدعوة الإسلامية، ولكن كان بين الطائفتين قبل اعتناق الإسلام حروب طاحنة أسفرت عن مصرع العديد منهم وكانت البغضاء والعداوة متفشية بينهم، وفي تلك الظروف هبط عليهم النبي ورأى ضرورة رأب الصدع وتقريب الخطى بين القبيلتين بل جعلهما أخوين متحابين ومتراحمين.
فأول خطوة قام بها هي التآخي بينهما حسما لمادة الخلاف وإنساء للماضي. (1) ب. انتصر المسلمون على قبيلة بني المصطلق، فبينا رسول الله على مائهم نشب النزاع بين رجل من الأنصار ورجل من المهاجرين، فصرخ الأنصاري، فقال: يا معاشر الأنصار، وصرخ الآخر، وقال: يا معشر المهاجرين، فلما سمعهما النبي صقال: دعوها فإنها منتنة... (2) يعني إنها كلمة خبيثة، لأنها من دعوى الجاهلية، والله سبحانه جعل المؤمنين إخوة وصيرهم حزبا واحدا، فينبغي أن تكون

١. الدر المنثور: ٢ / ٢٨٧، تفسير الآية ١٠٣ من سورة آل عمران، نقل عن مقاتل بن حيان قبيلتين من قبائل الأنصار، إلى أن قال: فقدم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فأصلح بينهم.
إن هذه الآية نزلت في ٢. ابن هشام: السيرة النبوية: ٣ / 303، غزوة بني المصطلق.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 5 7 8 9 10 11 13 14 15 16 ... » »»