الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٤٢
تعتمد غالبية أبحاث الولاية التكوينية (1) نفيا وإثباتا على الموقف من مسألة علم المعصوم (عليه السلام)، فالذي نفى قال إن المعصوم لا يمتلك علما خاصا به كما فعل صاحب الشبهات التي مرت، والذي قال بالإثبات أكد أن للمعصوم (عليه السلام) علما خاصا به لم يتح لأحد غيره، وهذا العلم لا يقتصر على ما ورثه عن غيره، وإنما هو قابل للتجدد، وتجدده غير اكتسابي، وإنما هو إلهامي.
وعلى الرغم من أن صاحب الشبهة لم يأت بدليل إلا ما ذكره من وجود بعض الآيات التي تتحدث عن اختصاص علم الغيب بالله سبحانه وتعالى (2)، وما أردفه

١ - من العجيب أن أحد المدافعين عن أفكار التحريفية الجديدة، وفي معرض عرضه لأدبه الجم في الحوار! اعتبر أن الولاية التكوينية هي العلم بما كان وبما سيكون!. (مرجعية المرحلة وغبار التغيير: ٢٤ الطبعة الأولى - دار الأمير - بيروت).
٢ - لصاحب الشبهة توجيهين أولهما نلحظه في مقالة (الأصالة والتجديد المنشور في مقالة مجلة المنهاج في عدها الثاني، والذي عبر فيه عن كون علم المعصوم من جملة الأمور المتحولة التي لم يحس النقاش الشأن بيقينيتها!).
وثانيهما ما صرح به في مقال (صورة النبي محمد (ص) في القرآن الكريم) المار، والذي ينفي وجود هذا العلم لدى الرسول (ص) فضلا عن غيره، وهو القول الذي قال به بعض المتشددين من أهل العامة على خلاف ما يذهب الكثير منهم إلى عكسه من خلال التحدث عن الإمكانية الواقعية لأن يمتلك شخص ما العلم بالمغيبات بالتبع لاستقلالية العلم الإلهي ورجوع أولي إلى كتاب دلائل النبوة للبيهقي أو أبو نعيم وابن حجر في الفتاوى الحديثية وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج يكشف ذلك.
ومن خلال ملاحقتي لأفكار الرجل وطبيعة طروحاته أعتقد أن الاتجاه الثاني هو ما يعول عليه وليس الأول.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279