الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٣٦
يقوم بأداء الحق، فلا يكتفي بالذي عليه من الحق، بل يعمد إلى تنجيز ما هو أكثر منه، ومنهم من لم يتحمل ذلك، فآثر العكس ولم يصبر كما في قصة يونس (عليه السلام)، لذلك عوتب من قبل الله جل وعلا وهذا ما يفيدنا أن النبي والأئمة حينما قبلوا بمبدأ استقبال البلاء والضراء فبسبب رغبتهم في التفاضل والتمايز، وقد مر معنا قبل ذلك من روايات صحيحة أن الإمام علي والحسن والحسين (عليه السلام) لو أرادوا التخلص من الظلم الذي حيق بهم، لدعوا الله ونجاهم منه، ولكنهم لم يفعلوا ذلك لطلبهم المنزلة التي يريدونها من الله، والتي لن ينالونا إلا من خلال قبول البلاء والصبر عليه توخيا لمصلحة الشريفة، وحينما لا يتصرفون بالشأن الكوني نصرة لأنفسهم رغم استطاعتهم، إنما يعبرون عن مدى تسابقهم عن رضوان الله الأكبر، وتفانيهم في ذاته وفي عشقه، وهو أمر لا يتمكن من إدراكه إلا من تذوق حلاوة التفاني في ذات الله (عظمت آلاؤه وتقدست أسماؤه)!.
فهاهو إبراهيم (عليه السلام) صاحب معجزة النار التي صارت بردا وسلاما كما في حديث القرن حتى في أشد الحالات هلعا وفي الظروف التي يمكن للإنسان أن يتشبث بكل شئ وإن وهن هذا الشئ تراه وهو في
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279