الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة - الشيخ فاضل المالكي - الصفحة ٢٤
قرابة ست سنوات، فربما يقال إن هذه المسألة أصبحت مأنوسة ومألوفة للأمة، وكأن العناية الإلهية دربت الأمة على قبول الإمامة المبكرة تدريجيا، فبدأت بإمامة الجواد (عليه السلام) في ما يقارب ثماني سنوات، ثم الهادي (عليه السلام) في قرابة الست سنوات، ثم الإمام المهدي (عليه السلام) في الخمس سنوات.
المسألة الثانية: مسألة غيبته (عليه السلام)، إمام غائب بأي معنى؟ وكيف؟
ولماذا؟.
والمسألة الثالثة: التي هي في غاية الخطر أيضا: مسألة ظهوره صلوات الله وسلامه عليه، وإقامة الدولة الإسلامية العالمية التي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا بعد أن تملأ ظلما وجورا.
هذه ملامح ثلاثة في غاية الخطر في شخصية صاحب الأمر صلوات الله عليه، ومن جملة هذه الملامح نفس موضوع الغيبة:
الغيبة تجربة جديدة للأمة، ربما الأمة جربت غيبة قصيرة تمتد مثلا أيام أو شهر لبعض السابقين صلوات الله عليهم، ولكن غيبة في تمام فترة الإمام إلى أن يأذن الله في الفرج بهذا الطول وبهذا الشكل، هكذا تجربة لم تمر بها الأمة الإسلامية سابقا، فالأمة بحاجة إلى أن تألف هذه التجربة، بحاجة إلى أن تقنع بهذه التجربة، بحاجة إلى أن تسمع بها وتكون مأنوسة لها حتى لا تفاجأ بقضية غيبته، فلهذا كان الأئمة الأطهار سلام الله عليهم (1)، بل حتى في أحاديث

(1) راجع كتاب الإمام المهدي (عليه السلام) للسيد صدر الدين الصدر.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 19 20 21 23 24 25 26 27 29 30 ... » »»
الفهرست