الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة - الشيخ فاضل المالكي - الصفحة ٢٥
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما يرويه علماء الفريقين (1) في قضية صاحب الأمر (عليه السلام)، هنالك لمحات كثيرة في قضية غيبته (عليه السلام).
الهدف من كل هذا الحشد من أحاديث الإشارة إلى غيبته هو تعبئة النفسية العامة أو الذهنية العامة لتقبل فكرة الإمام الغائب سلام الله عليه، وأنه حقيقة ستقع، لا أنها مسألة في عالم الافتراض فقط.
ثم الأئمة سلام الله عليهم في نفس الوقت أيضا أشاروا إلى بعض خصوصيات هذه الغيبة، مثلا الإمام العسكري سلام الله عليه في حديث من الأحاديث يقول: " عثمان بن سعيد العمري - يخاطب رجلا - وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم " (2)، حتى قضية السفير الثاني للإمام المهدي سلام الله عليه كان أيضا يتحدث عنه الإمام العسكري (عليه السلام)، فلا يسعنا المجال الآن للإفاضة في هذه الجزئيات والخصوصيات، لكن من حيث المبدأ الأئمة (عليهم السلام) كانوا يتدخلون في هذه المسألة ويخططون لها ويحاولون تحضير الذهنية العامة لفكرة الغيبة الصغرى، وحتى فكرة الغيبة الكبرى، لئلا تفاجأ الأمة.
كما أن الغيبة الصغرى في نفسها عملية تهيئة وإعداد للأمة الإسلامية للتفاعل والاندماج مع الغيبة الكبرى، يعني كما أن الأئمة هيأوا الناس لغيبة صغرى، كذلك هيأوهم للغيبة الكبرى، والغيبة

(١) - راجع كتاب الإمام المهدي (عليه السلام) في كتب أهل السنة.
(٢) - الغيبة للطوسي: 356 ح 317.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 23 24 25 26 27 29 30 31 ... » »»
الفهرست