الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ٣١
المسلك الثالث أحاديث الثقلين كلكم سمعتم بها، وهذه الأحاديث أيضا متواترة.
ولا أتكلم عن قول القائل الذي قال بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي " (١)، إن صح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال وسنتي فهو أراد أن يلقم من قال: حسبنا كتاب الله (٢) حجرا لا يقول به بعده، ولكن مع ذلك قال ما قال ومنع الأمة من كتاب نبيها الذي يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أصدق قائل بعد الله سبحانه وتعالى: " لن تضلوا بعده أبدا " وإلا إيماننا بالإمامة والأئمة واتباعنا للأئمة واهتداؤنا بهديهم واقتداؤنا بسنتهم من العمل بسنته (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتاب ربه، قال عز من قائل: ﴿إنما وليكم الله﴾ (3)، آمنا وصدقنا وإن شاء الله نحن ممن يتولى الله (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون (4)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث أحرف بين أن يكون ثاني الثقلين أهل بيته .

(١) المستدرك للحاكم ١: ٩٣.
(٢) صحيح البخاري ٦: ٣١٨ ح ٨٧٢ مرض النبي، وأيضا ١: ١٢٠ ح ١١٢ باب كتابة العلم.
(٣) سورة المائدة: ٥٥.
(٤) سورة المائدة: ٥٦.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست