الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ٣٣
الحوض " (1)، يعني أن عليا سلام الله عليه لا يمكن أن يكون في جانب ويكون الحق في الجانب الآخر، فإن رأيتم عليا يسير سيرا خاصا فاعلموا أن الحق يسير معه.
إذن فحديث الثقلين لا مورد له إلا أن يكون للأخذ بالقرآن من قبل الأمة المسلمة ولو كانت بعد ألف وأربعمائة وعشرين سنة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وألف وأربعمائة وعشر سنين من رحلته (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالآن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنسبة لنا كلنا نحن الإخوة المجتمعون هنا يوصينا: " إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (2).
فنحن أيضا القرآن الكريم ماثل أمامنا لا في طبعته الحاضرة، وإنما بصورته الأصلية التي تمثلها طبعات القرآن الكريم إن شاء الله كاملة غير منقوصة ولا مزادة، فأين العترة التي نأخذهم؟ الذين ماتوا؟ فهم (عليهم السلام) قد انتهت أيام إمامتهم، فلا بد وأن يكون للثقل الآخر وجود حي كوجود القرآن الكريم، فعلينا نحن الأمة المسلمة أن نأخذ به كما نأخذ بالقرآن الكريم.

(١) تاريخ بغداد ١٤: ٣٢١، المستدرك للحاكم 3: 119.
(2) انظر: صحيح الترمذي 5: 663 ح 3788، مسند أحمد 3: 17 ح 10747، نوادر الأصول 1:
258.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست