الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ٣٢
سلام الله عليهم أجمعين، أو تكون سنته، نعم لو ورد سنته، فهو لكي يلقم من قال: حسبنا كتاب الله، حجرا لا يقوله، ولكن مع الأسف الشديد قالها في أسوء الظروف وأنكاها: حسبنا كتاب الله.
فحديث الثقلين يقول: " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ".
هذه جملة ما معناها؟
الذي انطبعت عليه نفوسنا أننا نقول بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي كل فرد من أفراد أمته بأن من أخذ بالكتاب العزيز عليه أن يأخذ بعدل الكتاب العزيز وهو الأئمة الذين ذكرهم وعينهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالأمة اختلفت، وقد يقول قائل بأن البعض أخذ بالعترة وترك الكتاب والبعض الآخر أخذ بالكتاب وترك العترة، لكن رسول الله لا يقول هذا، لا يقول لا تفرقوا بينهما فتأخذوا بأحدهما وتتركوا الآخر، " لن يفترقا " يعني القرآن مع العترة والعترة مع القرآن، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، لا أنه لا تفرقوا بينهما حتى يرد على أحدكم الموت، يعني: لا تفرقوا بينهما حتى يأتيكم الموت، يقول: " لن يفترقا "، معنى ذلك: أن من أخذ بالكتاب أخذا كما يريده الله لا يمكن أن لا يأخذ بأهل البيت، ومن أخذ بأهل البيت (عليهم السلام) كما أرادوه له أخذ بالكتاب كما أراد الله سبحانه وتعالى.
فالقضية ليست قضية اختيار منا حتى يكون الأمر الإلهي بأن نجمع بين العدلين، لا أن نأخذ بواحدة سواء أكان الكتاب العزيز أم العترة الطاهرة، وأن نترك الآخر سواء أكان الكتاب العزيز أم العترة الطاهرة لا، أنهما لن يفترقا، وذلك كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست