الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ١٣
المهدي (عليه السلام) لا يمكن أن ينفصل عن الغيبة أصل الدعوى التي علي أن أقيم الحجة على صحتها: أن المهدي والمهدوية - لا يمكن في حكمة الله سبحانه وتعالى وعلمه بحاجة عباده وأنه اللطيف الخبير يفعل ما يشاء ولكنه لا يفعل إلا لحكمة، ويحكم بما يريد ولكنه لا يحكم إلا بما كان فيه رأفة ورحمة لعباده والتزام بالعدل الذي ألزم الله به نفسه - لا يمكن أن ينفصل عن الغيبة.
وهذه الحجة أذكرها إن شاء الله بصورة عدة مسالك، كل مسلك ينتهي إلى أن المهدي سلام الله عليه قدر الله له أن يكون أحد الأئمة، فيستحيل أن لا تكون له غيبة.
فالإمام العسكري سلام الله عليه ولد سنة مائتين واثنين وثلاثين من الهجرة، وجاءته الإمامة سلام الله عليه بعد استشهاد أبيه الإمام الهادي علي ابن محمد (عليهما السلام) سنة مائتين وأربع وخمسين من الهجرة، وفي أشهر الأقوال عند الإمامية استشهد في يوم الجمعة الثامن من شوال سنة مائتين وستين من الهجرة.
فلو حذفنا الجهات الخاصة بالفكرة عن الإمام العسكري سلام الله عليه عند الإمامية وقلنا: إن الإمام سلام الله عليه جاءته الإمامة في سنة 254 ه‍ بعد موت أبيه موتا طبيعيا، وأنه جاءته الوفاة التي قدرها الله لكل أحد بصورة
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست