الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ١١
مذهبهم بإطار عقلي لا أقول بأنه صادق كله أو لا، مائل عن الحق أو لا، هذا خارج عن بحثي هنا، أما فرق المسلمين التي جعلت من السنة أساسا لعقائدها فلا تشترك معنا في الإيمان بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكنها تشترك معنا في القول بالمهدي وأنه يخرج في آخر الزمان.
وأنا أملك نصوصا كثيرة تدل بوضوح على أن علماءهم في الحديث والمعنيين بالدراسات الحديثية قالوا بأن أحاديث المهدي متواترة، فقد رواها أكثر من ثلاثين صحابي وصحابية، بل وبعض الحديث الذي جاء عن بعض الصحابة كعبد الله بن مسعود، السند إلى عبد الله عندهم متواترة لكثرة من يرويه من رواتهم عن عبد الله.
ولكنهم حينما يجمعون أحاديثهم ويفسرون بعضها ببعض قد يكون منهج التفسير عندهم يختلف عن منهج التفسير عندنا نحن الإمامية، وقد تكون النتيجة عندهم تنتهي إلى ما لا تنتهي إليه بحوثنا العقائدية.
مثلا نجدهم يقولون بأن الأصح أن المهدي سلام الله عليه من ولد الحسن (عليه السلام)، وهذا عندنا غير وارد.
أو أن المهدي الذي بشربه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف عرفه؟ يقولون بأنه جاء في كثير من الأحاديث: يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي (1) وبهذا يكون اسم أبيه الكريم عبد الله، لا الإمام الحسن بن علي العسكري سلام الله عليهما.
أو أنه يخرج من أين؟ في بعض رواياتهم - وإن كانت غريبة عندهم

(1) سنن أبي داود 4: 106 - 107 ح 4282.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست