البخاري وصحيحه - الشيخ حسين غيب غلامي - الصفحة ١٧
أمه وهذا الإسناد على شرط مسلم.
ثم قال: وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك، فعن مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة فذكره، فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث، انتهى (1).
والعجب من الحافظ ابن حجر في قوله: " إنه حذفها البخاري بعد سماع أبي سعيد لها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع قوله: " حدثني أصحابي " وقوله:
" حدثني من هو خير مني أبو قتادة) ولا يعلم أنهم يعلمون حديثا بكونه لم يشافه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) به الصحابي الذي رواه، أو بكون رواية سمعه من صحابي آخر يزكيه ويفضله على نفسه، فقوله: " إن حذفها دال على تبحر البخاري في الاطلاع على علل الأحاديث "!! أعجب، فأي علة أبداها؟
ويلزم على جعل هذه علة أن جميع رواية ابن عباس كلها معلولة، لتصريحهم بأنه لا يبلغ ما سمعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مشافهة عشرين حديثا وكذلك غيره من صغار الصحابة.
إذا عرفت هذا، فعذر المصنف للبخاري أرفع من عذر ابن حجر، ولابن حجر في شرح الحديث في " فتح الباري " كلام تمجه الأسماع،

(١) فتح الباري ١: ٤٣٠ باب التعاون على بناء المسجد.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 23 ... » »»
الفهرست