البخاري وصحيحه - الشيخ حسين غيب غلامي - الصفحة ٢٩
مدخلية للقصد والنية في ذلك، ومن هنا برزت الحاجة إلى إجراء مقارنة بين فقه أبي حنيفة وروايات صحيح البخاري، حيث تظهر بوضوح العلاقة خاصة في كتاب الحيل (1).
وذكر البخاري أئمة المذاهب الأربعة بالاسم باستثناء أبي حنيفة، فقد ذكر اسم الشافعي صراحة وذكر اسم أحمد بن حنبل ومالك، ولكنه عندما يتعرض إلى أبي حنيفة فإنه يكنى عنه بهذه العبارة: " وقال بعض الناس " أو " قول بعض الناس ".
وقد ورد هذا التعبير 27 مرة، أربع عشر منها في كتاب الحيل وحده.
ويؤكد الشارحون أن هذه العبارة هي كناية عن أبي حنيفة وبعض تلامذته كالشيباني وأبي يوسف.
والجدير ذكره في هذا الموضوع أن البخاري قد شدد بصورة أخرى على أبي حنيفة في كتاب الهبة، فإنه بعد عبارته: " وقال بعض الناس، يصرح أن ما يقوله " بعض الناس " يعد مخالفة لسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وفي الكتاب الذي ذكر في أسماء الكتب تحت عنوان " الضعفاء

(1) انظر كتابنا " الإمام البخاري وفقه أهل العراق " الثاني عشر: في الزكاة: 189 - 190.
(2) وهذا نصه: وقال بعض الناس: إن وهب هبة ألف درهم أو أكثر، حتى مكث عنده سنين واحتال في ذلك ثم رجع الواهب فيهما، فلا زكاة على واحد منهما، فخالف الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الهبة وأسقط الزكاة.
صحيح البخاري كتاب الحيل، وانظر في ذلك " الإمام البخاري وفقه أهل العراق ":
197 - 199.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 35 ... » »»
الفهرست