البخاري وصحيحه - الشيخ حسين غيب غلامي - الصفحة ١٥
وقال الزركشي: وقد صنف الحافظ ابن عبد البر جزءا سماه " الاستظهار في طريق حديث عمار " وقال هذا الحديث من إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالغيب وأعلام نبوته، وهو من أصح الأحاديث، ثم قال الزركشي: عمارا كان مع علي وقتله أصحاب معاوية (1).
وقال ابن الوزير: وأما ترك البخاري لأول الحديث فغير قادح; لأن آخره أشد وعيدا من أوله، ولعله ترك أوله تقية من المتعصبين، فقد ثبت في ترجمته أنه امتحن (2)، وذكر ابن حجر أنه مات وكتابه مسودة لم تبيض، ثم قال: ويدل على تقية البخاري في شأن عمار، أنه لم يذكر حديثه هذا في مناقبه وفي صحيحه، وإنما احتال لذكره في مواضع لا ينتبه الطلبة فيها، مثل باب: مسح الغبار في كتاب " الجهاد " (3) والتعاون في بناء المساجد في كتاب " الصلاة " (4) موهما أنه ما أورده إلا للتعريف بهذه الأحكام المعلومة التي لا يهم محصل بإيثارها على معرفة الحق من الباطل في فتنة أهل الإسلام، انتهى كلام المصنف في هوامش " التلخيص " (5).

(١) نفس المصدر ٢: ٢٥٧.
(٢) ولا يصح ذلك لأن البخاري من الذين لبى دعوة الخلفاء قبل المتوكل وبعده من دون محنة وزجر ولم يورد في امتحانه شيئا كما ذكرنا في ترجمته.
(٣) صحيح البخاري كتاب الصلاة ١: ١٢٢ باب التعاون في بناء المسجد رقم ٤٤٧، ٤: ٢٥ كتاب الجهاد باب مسح الغبار رقم ٢٨١٢.
(٤) صحيح البخاري كتاب الصلاة ١: ١٢٢ باب التعاون في بناء المسجد رقم ٤٤٧، ٤: ٢٥ كتاب الجهاد باب مسح الغبار رقم 2812.
(5) المصدر السابق 2: 259.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست