الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٥٩
وكذا في قوله تعالى: ﴿ويم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء﴾ (1) وهما يشيران وبوضوح إلى وجود شهادة لأنبياء ورسل وأوصياء الأمم، واعتبار الرسول (ص) الشاهد على هؤلاء جميعا، وحيث أن الرسول لم يكن حاضرا في حياة تلك الأمم، ولهذا لا يمكن فهم هذه الآيات إلا من خلال اعتبار شهادات الأنبياء (عليهم السلام) في طول شهادته (ص) أي هي شهادات وكلاء تتجمع لدى الوكيل الأصيل، وهذه الخيرة - أي شهادته على الأمم السابقة - والتي تلتقي مع مفهوم كأنه سيد الأنبياء والمرسلين، تستلزم أن يستمر دون الشهادة إلى الأمم اللاحقة لحياة الرسول (ص) فهو شاهد على جميع الأمم وهذا ما يلتقي مع مفهوم نظرية النص الإلهي التي تعتمدها الإمامية (2)، والتي تعني استمرار دور شاهدية الرسول (ص) من خلال شهادة الأئمة (عليهم السلام) على

١ - النحل: ٨٩.
2 - نظرية النص الإلهي: هي المقولة التي تقول بأن الرسول ص) لم يترك أمته هملا دون راع، وإنما نص على إمامة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بتكليف من قبل الله جل وعلا، وذلك ضمن تفصيل استعرضنا بعض جوانبه في كتابنا: (القائد.. القيادة.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست