الأمر بين الأمرين - مركز الرسالة - الصفحة ١٠٢
الاعتبار، ونلتزم بها، وهي أن نلمس يد الله تعالى ورعايته لنا في حياتنا، ونستشعر معية الله تعالى لنا في كل حركة وسكون. والإنسان عندما يتجرد عن الحوار العقائدي القائم في التأريخ العقلي الإسلامي ويعود إلى نفسه يؤمن بشكل واضح - ومن غير ترديد - إن الله تعالى لم يتخل عنه في لحظة من لحظات حياته، ولم ينفرد الانسان ولم يستقل عن رعاية الله ويد الله في شئ من حياته.
ولو أن الله تعالى تخلى عن الكون لتلاشي الكون. ولو أن الله تعالى تخلى عن الانسان وأوكله إلى نفسه، وإلى نظام القضاء والقدر لبلغ الانسان منذ أمد بعيد طريقا مسدودا.
ولكن رعاية الله تعالى تواكب مسيرة الانسان وحركته الفردية والتأريخية، وترعاه عند كل منعطف، وفي كل مشكلة، وتسدده، وتهديه، وتعينه، وتلطف به، وتستر عليه، وتحفظه.
إن قراءة عامة لكتاب الله تعالى تعمق فينا هذا الاحساس بشكل واضح، وتشعرنا أن القرآن يريد أن يربط مسيرتنا وحياتنا بالمعية والرعاية الإلهية، ويربينا على الإحساس بالستر الدائم المتصل لله علينا، وبحفظ الله لنا وإمداده المتصل، وليس في القرآن كله رغم حرص القرآن على تثبيت مبدأ الاختيار إشارة أو إيهام بأن الانسان يستقل عن الله تعالى في الاختيار والقرار والفعل، أو أن الله تعالى أوكل الانسان إلى نفسه في الاختيار والفعل والقرار. وويل للانسان إذا أوكله الله تعالى إلى نفسه.
ومن غير الممكن في نظام الوجود وقانون العلية والإمكان من الناحية العقلية أن يستقل الانسان عن الله تعالى في القرار، والفعل والاختيار،
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 99 100 101 102 103 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المركز 5
2 مقدمة الكتاب 9
3 الفصل الأول الحتمية التأريخية والحتمية الكونية 13
4 النتائج السلبية لهاتين الحتميتين 15
5 الاستغلال السياسي للحتمية التأريخية 15
6 بنو أمية والحتمية السلوكية والتأريخية 16
7 الاستغلال السياسي للحتمية الثانية 17
8 العلاقة بين الحتميتين 19
9 موقف القرآن من هاتين الحتميتين 21
10 موقف أهل البيت عليهم السلام من هاتين الحتميتين 23
11 الحتمية الأولى 24
12 الحتميات الإلهية في سلوك الانسان 25
13 أصل الكسب 26
14 مناقشة أصل الكسب 28
15 الحتميات المادية المعاصرة 29
16 نقد الحتمية التأريخية 31
17 الاستغلال السياسي للحتمية 33
18 التفويض 35
19 الفصل الثاني موقف القرآن من مسألة (الحتمية) و (استغلال الانسان) 39
20 1 - مبدأ حرية الاختيار في القرآن 39
21 2 - نفي التفويض واستغلال الانسان في القرآن 45
22 الفصل الثالث مذهب أهل البيت عليهم السلام (الامر بين الامرين) 51
23 تفسير الامر بين الامرين 52
24 السبب الذي صرف العلماء عن (الامر بين الامرين) 52
25 الاختيار ليس مساوقا للاستقلال 54
26 تفسير علماء مدرسة أهل البيت (الامر بين الامرين) 55
27 التنظير الفلسفي لارتباط الانسان بالله تعالى حدوثا وبقاء 55
28 مناهج علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام لتفسير (الامر بين الامرين) 57
29 تقرير وشرح لنظرية (الامر بين الامرين) 58
30 المثال الذي استعان به المحقق السيد الخوئي لتوضيح الامر 59
31 رأي الشيخ المفيد 60
32 1 - رفض نسبة أفعال الناس إلى الله 60
33 2 - نفي استقلال الانسان في أفعاله 65
34 الفصل الرابع أهل البيت عليهم السلام في موقع الدفاع عن (التوحيد) و (العدل) 73
35 1 - نظام القضاء والقدر في الكون 73
36 2 - القضاء والقدر هو النظام الإلهي في الكون وحياة الانسان 76
37 3 - القيمومة الإلهية الدائمة على نظام القضاء والقدر في الكون 78
38 4 - تتم المعاصي من الناس بقضاء الله وقدره ولا يعصى مغلوبا 80
39 5 - التفكيك بين إرادة الله التكوينية والتشريعية 85
40 6 - حرية الاختيار لدى الانسان داخل الدائرة الحتمية للقضاء والقدر 88
41 7 - مسؤولية الانسان في فعله 93
42 8 - الهيمنة الإلهية على حركة القضاء والقدر في الكون والتأريخ 94
43 9 - قانون الامداد والخذلان الإلهي في حياة الناس 96
44 الخاتمة 99