أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ٧٣
متنكرة واشتغلت بعبادة الله. وقيل لما اطلعوا على حالها قصدها بعض أعدائهم من دمشق فأرادوا أخذها فهربت منهم فسقطت في بئر هناك فتوفيت 1.
فإذا كان الإمام الصادق (ع) ذلك العلم البارز والشخصية المعروفة لدى رجال السلطة لا يأمن على نفسه في المدينة فيهرب إلى ماله بالفرع فكيف ترى حال بقية إخوته. وأي دليل للمدعي درجهم على مدعاه؟
وأي دليل للمدعي بقائهم في المدينة - منذ عهد هشام بن عبد الملك وحتى بعد قيام النفس الزكية -؟ وأية حجة في إنكار اختيارهم ترك الديار حين كانوا هدفا لعمال أمية والعباس في المدينة المنورة. أولم يكن في قتل عبد الله بن الإمام الباقر (ع) على يد والي المدينة بحجة الدعوة لأخيه الصادق (ع) رادع لبقية إخوته في الابتعاد والاختفاء بعيدا عن الأنظار.
إن النظر بعين الإنصاف إلى تلك الظروف الصعبة والاضطهاد العلني بالقتل والسجن والتعذيب الذي واجهها العلويون عموما وأبناء الإمام الباقر (ع) خصوصا يسمح بيسر قبول نظرية الضياع والإضاعة بعد الاطمئنان من توفر دواعيها في تلك الفترة، كما لا يعظم مخالفة ما اشتهر بعد حين من الدهر لمكان حيلولة الأيام المظلمة الطويلة التي وقعت بين التشرد والهجرة وبين الإحصاء والتدوين.

(1) - شد الإزار ص 161.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»