أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ٧١
. والتحق به جمع من بني هاشم 1 فإنه حكم تلك النواحي حدود سنة.
فإذا علمنا بأن من جملة اللاجئين إلى تلك المناطق في تلك الفترة الحرجة، أبو العباس السفاح والمنصور وعيسى بن علي 2 وأمثالهم فلا نستبعد أن يكون أولاد الإمام الباقر (ع) أيضا من أولئك المهاجرين، ويقال إن الحسن بن معاوية بن عبد الله كان حاكما من قبل أخيه عبد الله بن معاوية على الجبال 3 وهذا يشوق كثيرا الهاشمي المضطهد في الهجرة إلى تلك المناطق الوعرة الآمنة.
وبملاحظة الظروف التي رافقت حياة الإمام الباقر (ع) وأولاده من جوانبها المختلفة نلمس بوضوح جو الإرهاب والخوف الذي عاشوه في المدينة المنورة. فظلم الولاة ومتابعتهم لأهل البيت بالإيذاء والقتل وقسوة القانون والهرج والمرج التي تعرضت له المدينة وصيرورتهم غرضا لأهل الأحقاد والأطماع في تمرير مآربهم بالكذب والافتراء عليهم والوشاية بهم كل ذلك يؤكد وخامة الأوضاع الأمنية وفقدانهم الاستقرار ومقومات الظهور في الوسط الاجتماعي بل وتؤكد أيضا حتمية الهجرة طلبا للأمن والنجاة.. وهذا هو التاريخ يذكر لنا خروج الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام من المدينة لفترات محدودة بسبب الفتن التي وقعت داخل المدينة فعن الصادق (ع) قال: كان أبي في مجلس ذات يوم من الأيام إذ أطرق برأسه إلى الأرض ثم رفعه فقال: يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في

(١) - الفخري في الآداب السلطانية ص ١٨٥.
(٢) - مقاتل الطالبيين ص ١٥٧.
(3) - تاريخ سرزمين إيلام ص 148.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»