أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ١٩٥
هات ما عندك. قال على أن تؤمنني من الأسود والأحمر. قال: نعم وأحسن إليك. قال: كنت في خان من خانات حلوان فإذا أنا بيحيى بن عبد الله في دراعة صوف غليظة وكساء صوف أحمر غليظ، ومعه جماعة ينزلون إذا نزل ويرحلون إذا رحل ويكونون معه في ناحية و يوهمون من رآهم أنهم لا يعرفونه وهم أعوانه. مع كل واحد منهم منشور بياض يؤمن به إن عرض له. قال: أوتعرف يحيى؟.
قال: قديما وذاك الذي حقق معرفتي بالأمس له.
قال: فصفه لي.
قال: مربوع، أسمر، حلو السمرة، أجلح، حسن العينين، عظيم البطن. قال هو ذاك. فما سمعته يقول؟. قال ما سمعته يقول شيئا غير أني رأيته ورأيت غلاما له أعرفه لما حضرت وقت صلاته فأتاه بثوب غسيل فألقاه في عنقه ونزع جبته الصوف ليغسلها. فلما كان بعد الزوال صلى صلاة ظننتها العصر. أطال في الأوليتين وحذف الأخيرتين. فقال له الرشيد لله أبوك لجاد ما حفظت 1 فانظر إلى العيون المتطوعة كيف لا تغفل عن صغيرة ولا كبيرة. فإذا علمنا أن أغلب العلويين الذين لم يوافقوا السلطان كان هذا مصيرهم أدركنا بعض أسباب اندراس آثارهم.
3 - أحمد بن عيسى بن زيد الشهيد.
وممن توارى ومات في حال تواريه أحمد بن عيسى بن زيد بن

(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 » »»