أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ١٨٩
النقابات وعدم الاكتراث بها وعدم ثبت اسمه فيها فقد قررت الدولة أن يعتبر سيدا كل من درج اسمه ضمن قوائم النقابات فقط.
أما من لم يدرج منهم فمحكوم بعدم كونه هاشميا. وهنا تسكب العبرات...
فلقد كانت السلطة تعلم أن الكثير من العلويين ليسوا على استعداد للمداهنة و قد انتشروا في البلاد كما قرأنا في خبر السيوطي قبل قليل. ولا ينبغي أن يقف الخليفة في مثل هذا الحال مكتوف اليد فلا بد أن يلحق الأذى بالمعارض المنشق وهذه ضربة واحدة من ضربات كثيرة تلقاها ولد علي (ع) من السلطات وهكذا خلت أكثر كتب الأقدمين من أسماء لم تكن مدرجة على صفحات سجلات النقباء.
وهكذا ضاع الكثير من أبناء رسول الله (ص) من الذين التجأوا إلى الجبال والغابات هربا من البطش مبتعدين عن النقابات والسلطات حتى إذا جاء دور تدوين أسمائهم في كتب النسب ابتلوا بالبخاري وأمثاله الذي يقول عشرات المرات في كتابه الصغير سر السلسلة هذا دعي. وهذا كذاب. وقدموا بذلك - بقصد أو بغير قصد - خدمة جليلة للسلاطين العباسيين الذين أغدقوا عليهم بالعطاء. وأية خدمة أفضل عند العباسيين من طمس معالم العلويين وإيذائهم. فإذا مدت السياسة يدا في يوم من أيام التاريخ لظلم علني تحت أي ستار كان فهل كان ينبغي السكوت والتأييد يدا ولسانا ممن يبرأ ساحة نفسه من شين الحكام وأهل الدنيا. وهذا الذي كان مع الأسف في تلك الأيام وقد سرت المسألة على علاتها مع الفن. وكانت السبب في ضياع فروع وتحير جموع. ولم يسلم أولاد الإمام الباقر عليه السلام من هذا الفخ وإن أماكن مدافنهم تدل على ابتعادهم عن مراكز القوة ودواوين النقابات الكائنة عادة في
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»