أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ١٨٧
وعن المسعودي أنه رأى وهو في سجن أبيه كأن شيخا جالسا على دجلة يمد يده إلى ماء دجلة فيصير في يده وتجف دجلة ثم يردها من يده فتعود دجلة كما كانت. قال: فسألت عنه فقيل لي هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال فقمت إليه وسلمت عليه فقال يا أحمد إن هذا الأمر صائر إليك فلا تتعرض لولدي ولا تؤذهم. فقلت السمع والطاعة يا أمير المؤمنين 1.
هذه حكاية الأحلام التي وجهوا بها قصة إقبال المعتضد على العلويين ليحوكوا بذلك فضلا لخليفة المسلمين المعتض بالله. ولو قرأنا إلى جانب هذه الأحلام ما نقل من خوفه وحذره من آل علي (عليه السلام) لأبعدنا رؤية الخير عنه بالمرة أو أطلقنا عنان الشك على أقل تقدير في كل خير تضاهر به بالنسبة للعلويين. فقد ذكر الطبري والسيوطي واللفظ للسيوطي أنه عزم على لعن معاوية على المنابر، فخوفه عبيد الله الوزير اضطراب العامة فلم يلتفت وكتب كتابا في ذلك ذكر فيه كثيرا من مناقب على ومثالب معاوية فقال له القاضي يوسف:
يا أمير المؤمنين أخاف الفتنة عند سماعه. فقال إن تحركت العامة وضعت السيف فيها قال فما تصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك؟ وإذا سمع الناس هذا في فضائل أهل البيت كانوا إليهم أميل. فأمسك المعتضد من ذلك 2.
وهو الذي يؤتي بمحمد بن الحسن بن سهل ابن أخي ذي الرياستين، الفضل بن سهل الملقب بشميله، بعد أن أقر عليه جماعة

1 - مروج الذهب ج 4 ص 288.
2 - تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 371.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»