أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٢٢١
الإمامة:
قد أنبأناك أن هذا هو الأصل الذي امتازت به الإمامية وافترقت عن سائر فرق المسلمين، وهو فرق جوهري أصلي، وما عداه من الفروق فرعية عرضية كالفروق التي تقع بين أئمة الاجتهاد عندهم كالحنفي والشافعي وغيرهما.
وعرفت أن مرادهم بالإمامة: كونها منصبا إلهيا يختاره الله بسابق علمه بعباده، كما يختار النبي، ويأمر النبي بأن يدل الأمة عليه، ويأمرهم باتباعه.
ويعتقدون: أن الله سبحانه أمر نبيه بأن ينص على علي عليه السلام وينصبه علما للناس من بعده، وكان النبي يعلم أن ذلك سوف يثقل على الناس، وقد يحملونه على المحاباة والمحبة لابن عمه وصهره، ومن المعلوم أن الناس ذلك اليوم، وإلى اليوم، ليسوا في مستوى واحد من الإيمان واليقين بنزاهة النبي وعصمته عن الهوى والغرض، ولكن الله سبحانه لم يعذره في ذلك فأوحى إليه: [يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته] (1)، فلم يجد بدا من الامتثال بعد هذا الانذار الشديد، فخطب الناس عند منصرفه من حجة الوداع في غدير خم، فنادى وجلهم يسمعون: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم "؟.
فقالوا: اللهم نعم.
فقال: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ".. إلى آخر ما قال (2).

(١) المائدة ٥: ٦٧.
(٢) روت معظم المصادر الحديثية وغيرها واقعة الغدير، ونص الرسول صلى الله عليه وآله فيها بالولاية لعلي عليه السلام، بأسانيد متعددة يصعب حصرها هنا، ولكن راجع:
سنن ابن ماجة ١: ٤٣ / ١١٦ و ٤٥ / ١٢١، سنن الترمذي ٥: ٦٣٣ / ٣٧٦٣، خصائص الإمام علي عليه السلام للنسائي: ٩٦ / ٧٩ و ٩٩ / ٨٣، مسند أحمد ١: ٨٤، ٨٨ و ٤:
٣٦٨، ٣٧٢ و ٥: ٣٦٦، ٤١٩، تأريخ بغداد ٧: ٣٧٧ و ٨: ٢٩٠ و ١٢: ٣٤٣، أسد الغابة ٢: ٢٣٣ و ٣: ٩٣، الإصابة ١: ٣٠٤، مستدرك الحاكم ٣: ١٠٩، ١١٠، ١١٦، كفاية الطالب: ٦٤، ترجمة الإمام علي عليه السلام من تأريخ دمشق ٢: ٥ / ٥٠١ - ٥٣١، الرياض النضرة ٢: ١٧٥، المناقب للمغازلي: 16 - 26، مصنف ابن أبي شيبة 12:
59 / 12121، وغيرها كثير.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321