أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٢١٢
للإمامة من يشاء، ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إماما للناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي أن يقوم بها، سوى أن الإمام لا يوحى إليه كالنبي وإنما يتلقى الأحكام منه مع تسديد إلهي. فالنبي مبلغ عن الله والإمام مبلغ عن النبي.
والإمامة متسلسلة في اثني عشر، كل سابق ينص على اللاحق.
ويشترطون أن يكون معصوما كالنبي عن الخطأ والخطيئة، وإلا لزالت الثقة به، وكريمة قوله تعالى: [إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين] (1) (2) صريحة في لزوم العصمة في الإمام لمن تدبرها جيدا.
وأن يكون أفضل أهل زمانه في كل فضيلة، وأعلمهم بكل علم، لأن الغرض منه تكميل البشر، وتزكية النفوس وتهذيبها بالعلم والعمل الصالح

(١) البقرة ٢: ١٢٤.
(٢) قال شيخنا الطوسي رحمه الله تعالى في كتابه الموسوم بالتبيان في تفسير القرآن (1: 449) تعليقا على هذه الآية الكريمة: استدل أصحابنا بهذه الآية على أن الإمام لا يكون إلا معصوما من القبائح، لأن الله تعالى نفى أن ينال عهده الذي هو الإمامة ظالم، ومن ليس بمعصوم فهو ظالم، إما لنفسه، أو لغيره.
فإن قيل: إنما نفى أن يناله ظالم في حال كونه كذلك، فأما إذا تاب وأناب فلا يسمى ظالما، فلا يمتنع أن ينال.
قلنا: إذا تاب لا يخرج من أن تكون الآية تناولته في حال كونه ظالما فإذا نفى أن يناله فقد حكم عليه بأنه لا ينالها، ولم يفد أنه لا ينالها في هذه الحال دون غيرها، فيجب أن تحمل الآية على عموم الأوقات في ذلك، ولا ينالها وإن تاب فيما بعد.
واستدلوا بها أيضا على أن منزلة الإمامة منفصلة عن النبوة، لأن الله تعالى خاطب إبراهيم عليه السلام وهو نبي، فقال له: أنه سيجعله إماما جزاء له على إتمامه ما ابتلاه الله به من الكلمات، ولو كان إماما في الحال لما كان للكلام معنى. فدل ذلك على أن الإمامة منفصلة من النبوة، وإنما أراد الله تبارك وتعالى أن يجعلها لإبراهيم عليه السلام...
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321