أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٦٦
وشادوا دعائمه، وأحكموا قوائمه، إن كانوا هم الذين يريدون هدم الاسلام، وأنت وأستاذك الدكتور وزملاؤكم هم الذين شيدوا الاسلام وأيدوه! إذا فعلى.
الدنيا العفا، وعلى الاسلام السلام، ورحم الله فيلسوف المعرة حيث يقول:
إذا وصف الطائي بالبخل ما در إلى قوله: فيا موت زر إن الحياة ذميمة.. (1).
وما كان شئ من كل هذا من أصل قصدي، وصميم غرضي، ولكن جرى القلم به عفوا، وتمطى على القول فيه قهرا، فعسى أن يعلم الكاتب من أبناء العصر ومن بعدهم بعد ذا كيف يكتب، ويتصور ماذا يقول، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام وما أشرف من قال -:
" لسان العاقل من وراء قلبه، وقلب الجاهل من وراء لسانه " (2).

(1) من قصيدة طويلة شهيرة كانت في زمنها محل جدل ونقاش، لكون المعري قد نسب إلى نفسه في هذه القصيدة أمرا عظيما من العسير أن ينسبه أحد إلى نفسه، مطلعها:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل * عفاف وإقدام وحزم ونائل وحيث يقول في بعض أبياتها:
تعد ذنوبي عند قوم كثيرة * ولا ذنب لي إلا العلى والفواضل وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم * بإخفاء شمس ضوؤها متكامل يهم الليالي بعض ما أنا مضمر * ويثقل رضوى دون ما أنا حامل وإني وإن كنت الأخير زمانه * لآت بما لم تستطعه الأوائل والبيتان اللذان ذكرهما الشيخ رحمه الله تعالى أعلاه هما:
إذا وصف الطائي بالبخل ما در * وعير قسا بالفقاهة بأقل فيا موت زر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدي إن دهرك هازل أنظر: ديوان الشاعر المسمى ب‍ (سقط الزند): 193.
(2) نهج البلاغة للشيخ محمد عبده 4: 667 / 40.
وقال السيد الرضي رحمه الله تعالى تعليقا على هذا القول: وهذا من المعاني العجيبة الشريفة، المراد به: أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة الروية، ومؤامرة الفكرة، والأحمق تسبق حذفات لسانه، وفلتات كلامه، مراجعة فكره، ومماحضة رأيه.، فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأن قلب الأحمق تابع للسانه.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 165 166 167 168 169 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321