إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٧
صاحب الزمان قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال (عليه السلام): أخرج وفد على عيالك فقد عافاك الله تعالى، فأصبحت كما ترون. حكى شمس الدين المذكور وأقسم بالله أن هذا أبا راجح كان ضعيفا جدا، ضعيف التركيب، أصفر اللون شين الوجه مقرض اللحية، وكنت دائما أدخل الحمام الذي هو فيه وكنت دائما أراه على هذه الحالة، وهذا الشكل، فلما أصبحت كنت ممن دخل عليه فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته فطالت لحيته واحمر وجهه، وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة، ولما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضره عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدها كما وصفناه ولم ير لجراحاته أثرا وثناياه قد عادت، فداخل الحاكم في ذلك رعب شديد وكان يجلس مقام الإمام (عليه السلام) في الحلة ويعطي ظهره القبلة الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها، وعاد يتلطف بأهل الحلة ويتجاوز عن مسيئهم ويحسن إلى محسنهم، ولم ينفعه ذلك، بل لم يلبث في ذلك إلا قليلا حتى مات (1).
الحكاية الرابعة: وفيه عن شمس الدين محمد المذكور، كان من أصحاب السلاطين المعمر بن شمس يسمى مذور يضمن القرية المعروفة ببرس ووقف العلويين وكان له نائب يقال له ابن الخطيب وغلام يتولى نفقاته يدعى عثمان، وكان ابن الخطيب من أهل الصلاح والإيمان بالضد من عثمان وكانا دائما يتجادلان، فاتفق أنهما حضرا في مقام إبراهيم الخليل بمحضر جماعة من الرعية والعوام فقال ابن الخطيب لعثمان: يا عثمان الآن اتضح الحق واستبان، أنا أكتب على يدي من أتولاه وهم علي والحسن والحسين (عليهم السلام) واكتب أنت من تتولاه [وهم] أبو بكر وعمر وعثمان ثم تشد يدي ويدك فأينا احترقت يده بالنار كان على الباطل ومن سلمت يده كان على الحق، فنكل عثمان وأبى أن يفعل فأخذ الحاضرون من الرعية والعوام بالعياط عليه. هذا وكانت أم عثمان مشرفة عليهم تسمع كلامهم فلما رأت ذلك لعنت الحضور الذين يعيطون على ولدها عثمان وشتمتهم وتهددت وبالغت في ذلك فعميت في الحال، فلما أحست بذلك نادت إلى رفيقاتها فصعدن إليها فإذا هي صحيحة

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / 71 - 72 ح 55 باب 18.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»