إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١٠
والدواب معه فقال (عليه السلام): هذا رأس عدوك وأنت نصرتنا فنصرناك * (ولينصرن الله من ينصره) * (1) فقلت: من أنت؟ قال (عليه السلام): فلان بن فلان يعني صاحب الأمر (عليه السلام) ثم قال لي:
وإذا سئلت عن هذه الضربة فقل: ضربتها في صفين (2).
الحكاية الثامنة: فيه عن حسن بن محمد بن قاسم: كنت أنا وشخص من ناحية الكوفة يقال له: عمار مرة على الطريق الحالية من سواد الكوفة فتذاكرنا أمر القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي: يا حسن أحدثك بحديث عجيب؟ فقلت له: هات ما عندك. قال:
جاءت قافلة من طي يكتالون من عندنا من الكوفة وكان فيهم رجل وسيم وهو زعيم القافلة فقلت لمن حضر: هات الميزان من دار العلوي، فقال البدوي: وعندكم هنا علوي؟ فقلت: يا سبحان الله معظم الكوفة علويون. فقال البدوي: العلوي والله تركته ورائي في البرية في بعض البلدان. فقلت: وكيف خبره؟ فقال: فررنا في نحو ثلاثمائة فارس أو دونها فبقينا ثلاثة أيام بلا زاد واشتد بنا الجوع فقال بعضنا لبعض: دعونا نرمي السهم على بعض الخيل نأكلها فاجتمع رأينا على ذلك ورمينا بسهم فوقع على فرسي فغلطتهم وقلت: ما أقنع فعدنا بسهم آخر فوقع عليها أيضا، فلم أقبل وقلت: نرمي بثالث فرمينا فوقع عليها أيضا، وكانت عندي تساوي ألف دينار وهي أحب إلي من ولدي فقلت: دعوني أتزود من فرسي بمشوار فإلى اليوم ما أجد بها غاية، فركضتها إلى رابية بعيدة منا قدر فرسخ فمررت بجارية تحطب تحت الرابية فقلت: يا جارية من أنت ومن أهلك؟ فقالت: أنا لرجل علوي في هذا الوادي ومضت من عندي فرفعت مئزري على رمحي وأقبلت إلى أصحابي فقلت لهم: أبشروا بالخير، الناس منكم قريب في هذا الوادي، فمضينا فإذا بخيمة في وسط الوادي فطلع إلينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يكون من الرجال، ذؤابته إلى سرته وهو يضحك ويجيئنا بالتحية فقلت: يا وجه العرب العطش، فنادى: يا جارية هاتي من عندك الماء، فجاءت الجارية ومعها قدحان فيهما ماء فتناول منهما قدحا ووضع يده فيه وناولنا إياه، وكذلك فعل بالآخر فشربنا عن أقصانا من القدحين وأرجعناهما عليه وما نقص القدحان، فلما روينا قلنا

١ - سورة الحج: ٤٠.
2 - البحار: 52 / 75 ح 55.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»