لقد صنف المرزباني... وأكثر وأكثر في ذلك ونظم الشعر حتى بلغ في نظمه مبلغا محمودا، وقوى حب المجد في نفسه، ولعل شعره ورسائله أوضح مظاهر أدبه وبقي على مدى التاريخ الطويل رونقه وصفائه كما بقي للمرزباني نفسه شئ كثير من طرب الأديب وأنسه وإيناسه ومرحه ودعابته وقل أن مرت به مناسبة من مناسبات الأدباء لم يدل عندها بدلوه في الدلاء...
وأولع في رفق وكياسة ولطف وسياسة بما أولع به أدباء عصره.
ولقد وقف النديم على مؤلفات المرزباني واجتمع به وتحدث إليه وذكر جميع مصنفاته فقال: ما رأينا من الأخباريين المصنفين راوية صادق اللهجة واسع المعرفة كثير السماع ويحيا إلى وقتنا هذا وهو سنة (377) ونسأل الله العافية والبقاء بمنه وكرمه.
ثم ذكر رسائله مع عدد أوراقها فكانت 73080 (8) وذهب جلها مع ما ذهب من تراث فكري وكتب ضاعت ودمرتها الظروف والأحوال القاسية التي مرت على العراق وعلى غيره من العواصم الإسلامية ولم يكن لدينا من مؤلفاته سوى:
الموشح ط القاهرة سنة 1343.
معجم الشعراء ط القاهرة سنة 1354.
أخبار السيد الحميري ط النجف سنة 1385 (9).
وهذا الكتاب الذي سأحدثك عنه، ولعل التاريخ والزمن ويد التنقيب والتحقيق تكشف لنا وتستخرج بعض آثاره وتوضع دراسة عنه بتفصيل وروية.
وفضلا عن أن شعر المرزباني... قد انتشر في بعض المعاجم وكتب التراجم فإن له لا شك ديوان شعر مخطوط لم يطبع كما أعتقد - (10) وكله رقيق لطيف تنم عن عاطفة جميلة، وشعور صادق ورقة ولطف وسلامة،