مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ٩٦
دعبل بن علي الخزاعي (*) (21) كان شارعا مجيدا وكان على غاية من الفقر وكان له صديق مغن فلما قال:
أين الشباب وأية سلكا * لا أين يطلب ضل بل هلكا لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى (1) فأصلح ذلك المغني فيها لحنا وتغنى به بحضرة الرشيد فاستحسن شعره، وقال: لمن هذا؟ فقال: لرجل من أدبه وعلمه وفاقته كيت وكيت يقال له: دعبل، فقال: يوجه إليه من ثيابي بثياب ومن مراكبي بمركب وعشرة آلاف درهم فحمل ذلك إليه وقربه وأدناه وأجرى عليه إلى أن مات الرشيد، قال القصيدة التي يقول فيها:
أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر فلما قام ابن زبيدة قال دعبل:
الحمد لله لا صبر ولا جلد * ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا خليفة مات لم يحزن له أحد * وآخر قام لم يفرح به أحد فمر هذا ومر الشؤم يتبعه * وقام هذا وقام الشؤم والنكد (2)

* دعبل بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي المتوفي ٢٤٦، الغدير ٢: ٣٦٣. الإصابة ٣: ٨٩، وفيات الأعيان ١: ١٨٠، ابن عساكر ٥: ٢٢٧، تاريخ بغداد ٨: ٣٨٢.
(١) زهر الآداب ٢: ٩٨١، تاريخ ابن عساكر ٥: ٢٢٩، الأغاني ١٨: ٣٢، ديوان دعبل ١٧٨، والقصيدة ٨ البيات، أعيان الشيعة ٣٠: ٢٧٢.
(٢) معاهد التنصيص ٢٨٢، البداية ١: ٣٠٩، تاريخ بغداد ١٤: ١٦.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست