مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ٨٥
إلا ذكرت شبابا ليس يرتجع وأنشد القصيدة إلى قوله:
ركب من النمر عاذوا بابن عمتهم * من هاشم إذ ألح الأزلم الجرع مشوا إليك بقربى كنت تعرفها * لهم بها في سنام المجد مطلع قوم هم والد العباس والدهم * وأنت بر وعند النمر مصطنع إن المكارم والمعروف أودية * أحلك الله منها حيث تجتمع فقال: ويحك قل حاجتك. فقال: يا أمير المؤمنين أخربت الديار وأخذت الأموال وقتل الرجال، وهتك الحرم، فقال: اكتبوا له بكل ما يريد وأمر له بعشرة آلاف درهم ولجميع أصحابه بمثلها واحتبسه وشخص أصحابه فقضيت حوائجهم.
قال: ولم يأخذ أحد من الرشيد ولا تقدم عنده مثله، وأعجب به عجبا شديدا ولقبه خال العباس بن عبد المطلب ولم يزل عنده يقول الشعر فيه، وفي عيسى بن جعفر حتى استأذن له في أن يرى أهله برأس عين (1) فأذن له (2).
ومن شعره يرثي الحسين (عليه السلام):
متى يشفيك دمعك من همول (3) * ويبرد ما بقلبك من غليل ألا يا رب ذي حزن تعايا * بصبر فاستراح إلى العويل قتيل ما قتيل بني زياد * ألا بأبي وأمي من قتيل رويد ابن الدعي وما ادعاه * سيلقى ما تسلف عن قليل غدت بيض الصفائح والعوالي * بأيدي كل مؤتشب دخيل (4) معاشر أودعت أيام بدر * صدورهم وديعات العليل

(١) رأس عين: مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر. معجم البلدان ٤: ٢٠٦.
(2) الأغاني 12: 20 مع تغيير في الأبيات وزيادة، أعيان الشيعة 48: 109.
(3) همل: سال.
(4) المؤتشب: الأخلاط والأوباش. الدخيل: من دخل في قوم وانتسب إليهم وليس منهم.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست