التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٤١
إلا ليطاع بإذن الله) (1) فدلت على أنه لا يوجد شئ من الخير والشر والكفر والايمان، والطاعة والعصيان، الا بإرادته، ولا يمكن أن يكون المراد من هذا الاذن (الامر والتكليف) لأنه لا معنى لكونه رسولا إلا أن الله أمر بطاعته، وهي غير الاذن، وإلا كان تكريرا، وهذا تصريح بأنه ما أراد من الكل طاعة الرسول، بل من الذي وفقه لا المجرمون.
واستدلوا بما ورد من قوله تعالى (صم بكم عمي) (2) واستدلوا بقوله: (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) (3 ) وما ورد من الضلال والهدى.
واستدلوا بقوله تعالى: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا) (4) فقد نسب الفتنة إليه تعالى، ولو كان الايمان أيضا من العبد ما من الله به عليه، بل هو المان على نفسه، واستدلوا بقوله تعالى: (كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) (5 ) وشبهها من ذكر التزيين.
وقالوا: الله المزين لهم الكفر، واستدلوا بقوله تعالى: (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) (6) قالوا: فدلت على أن الخير والشر بإرادة الله سبحانه.

1 النساء (64).
2 البقرة (18).
3 الانعام (39).
4 الانعام (53).
5 الانعام (122).
6 الانعام (123).
(٤١)
مفاتيح البحث: الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»