التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٣٩
تنبيه لما ذكر الرازي الزامات وستأتي على القول بالجبر واشكالات، قال في مفاتيح الغيب ما لفظه: فإن قال قائل: هذه الاشكالات إنما تلزم على قول من يقول بالجبر، وأنا لا أقول بالجبر ولا بالقدر، بل أقول: الحق حالة متوسطة بين الجبر والقدر، وهو (الكسب).
فنقول: هذا ضعيف، لأنه إما أن يكون لقدرة العبد أثر في الفعل على سبيل الاستقلال، أو لا يكون؟ فإن كان الأول فهو تمام القول بالاعتزال، وإن كان الثاني فهو الجبر المحض، والسؤالات المذكورة واردة على هذا القول، فكيف يعقل حصول الواسطة! أه.
فصل قالت الجبرية: والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) (1) فالختم هو خلق الكفر في قلوب الكفار، أو خلق الداعية التي هي سبب موجب لوقوع الكفر، وكذلك ما هو بمعناها، نحو (كلا بل ران على قلوبهم) (2) (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) (3) وفي آذانهم وقرا) (وطبع على قلوبهم) (4) (فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون) (5

1 البقرة (7).
2 المطففين (14).
3 الانعام (25).
4 التوبة (47).
5 فصلت (4).
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»