التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٤٣
من الكفار، وإلا لما أنزل عليهم ما يزيدهم نفرة.
واستدلوا بقوله تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) (1) واستدلوا بقوله تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) (2) قالوا: دلت على أنه تعالى خالق الخير والشر.
واستدلوا بقوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) (3).
واستدلوا بقوله تعالى: (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم) (4) قالوا:
الله يريد الكفر من الكفار، لأنه قيض لهم من يزين لهم ذلك.
فصل أجابت العدلية عن هذه الآيات وما بمعناها مما استدلت به المجبرة من الاخبار - إن صحت.
أجابوا عن ذلك أنه يجب تأويلها، وردها إلى ما دل عليه ضرورة العقل، ونصوص القرآن التي لا تحتمل التأويل لوجوه: - الأول: ان الله سبحانه أنزل القرآن ليكون حجة على الكافرين لا ليكون حجة لهم، فلو كان المراد بهذه الآيات وما ناسبها من الاخبار ما ذهبت إليه الجبرية لقالت الكفرة: كيف تأمرنا بالايمان، وقد منعنا الله منه! وكيف تنهانا عن الكفر، وعبادة الأصنام، وقد خلق الله ذلك فينا؟ وحينئذ تكون الحجة لهم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويكون ذلك

1 الكهف (28).
2 الانعام (112).
3 الصافات (96).
4 فصلت (25).
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»