لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٧١٠
فقد جعل عليك اسم فعل، وفي كذب ضمير الحج، وهي كلمة نادرة، جاءت على غير القياس.
وقيل: كذب عليكم الحج أي وجب عليكم الحج. وهو في الأصل، إنما هو: إن قيل لا حج، فهو كذب، ابن شميل: كذبك الحج أي أمكنك فحج، وكذبك الصيد أي أمكنك فارمه، قال: ورفع الحج بكذب معناه نصب، لأنه يريد أن يأمر بالحج، كما يقال أمكنك الصيد، يريد ارمه، قال عنترة يخاطب زوجته:
كذب العتيق، وماء شن بارد، * إن كنت سائلتي غبوقا، فاذهبي!
يقول لها: عليك بأكل العتيق، وهو التمر اليابس، وشرب الماء البارد، ولا تتعرضي لغبوق اللبن، وهو شربه عشيا، لأن اللبن خصصت به مهري الذي أنتفع به، ويسلمني وإياك من أعدائي.
وفي حديث عمر: شكا إليه عمرو بن معد يكرب أو غيره النقرس، فقال:
كذبتك الظهائر أي عليك بالمشي فيها، والظهائر جمع ظهيرة، وهي شدة الحر.
وفي رواية: كذب عليك الظواهر، جمع ظاهرة، وهي ما ظهر من الأرض وارتفع.
وفي حديث له آخر: إن عمرو بن معد يكرب شكا إليه المعص، فقال: كذب عليك العسل، يريد العسلان، وهو مشي الذئب، أي عليك بسرعة المشي، والمعص، بالعين المهملة، التواء في عصب الرجل، ومنه حديث علي، عليه السلام:
كذبتك الحارقة أي عليك بمثلها، والحارقة: المرأة التي تغلبها شهوتها، وقيل:
الضيقة الفرج. قال أبو عبيد: قال الأصمعي معنى كذب عليكم، معنى الإغراء، أي عليكم به، وكأن الأصل في هذا أن يكون نصبا، ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذا، على غير قياس، قال: ومما يحقق ذلك أنه مرفوع قول الشاعر:
كذبت عليك لا تزال تقوفني، * كما قاف، آثار الوسيقة، قائف فقوله: كذبت عليك، إنما أغراه بنفسه أي عليك بي، فجعل نفسه في موضع رفع، ألا تراه قد جاء بالتاء فجعلها اسمه؟ قال معقر بن حمار البارقي:
وذبيانية أوصت بنيها * بأن كذب القراطف والقروف قال أبو عبيد: ولم أسمع في هذا حرفا منصوبا إلا في شئ كان أبو عبيدة يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو لرجل، فقال: كذب عليك البزر والنوى، وقال أبو سعيد الضرير في قوله:
كذبت عليك لا تزال تقوفني أي ظننت بك أنك لا تنام عن وتري، فكذبت عليكم، فأذله بهذا الشعر، وأخمل ذكره، وقال في قوله:
بأن كذب القراطف والقروف قال: القراطف أكسية حمر، وهذه امرأة كان لها بنون يركبون في شارة حسنة، وهم فقراء لا يملكون وراء ذلك شيئا، فساء ذلك أمهم لأن رأتهم فقراء، فقالت: كذب القراطف أي إن زينتهم هذه كاذبة، ليس وراءها عندهم شئ.
ابن السكيت: تقول للرجل إذا أمرته بشئ وأغريته: كذب عليك كذا وكذا أي عليك به، وهي كلمة نادرة، قال وأنشدني ابن الأعرابي
(٧١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 705 706 707 708 709 710 711 712 713 714 715 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805