لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٧٠٨
أي كذب. وقال الأخفش: بدم كذب، جعل الدم كذبا، لأنه كذب فيه، كما قال سبحانه: فما ربحت تجارتهم. وقال أبو العباس: هذا مصدر في معنى مفعول، أراد بدم مكذوب. وقال الزجاج: بدم كذب أي ذي كذب، والمعنى: دم مكذوب فيه.
وقرئ بدم كدب، بالدال المهملة، وقد تقدم في ترجمة كدب. ابن الأنباري في قوله تعالى: فإنهم لا يكذبونك، قال: سأل سائل كيف خبر عنهم أنهم لا يكذبون النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا يظهرون تكذيبه ويخفونه؟ قال: فيه ثلاثة أقوال: أحدها فإنهم لا يكذبونك بقلوبهم، بل يكذبونك بألسنتهم، والثاني قراءة نافع والكسائي، ورويت عن علي، عليه السلام، فإنهم لا يكذبونك، بضم الياء، وتسكين الكاف، على معنى لا يكذبون الذي جئت به، إنما يجحدون بآيات الله ويتعرضون لعقوبته. وكان الكسائي يحتج لهذه القراءة، بأن العرب تقول: كذبت الرجل إذا نسبته إلى الكذب، وأكذبته إذا أخبرت أن الذي يحدث به كذب، قال ابن الأنباري: ويمكن أن يكون: فإنهم لا يكذبونك، بمعنى لا يجدونك كذابا، عند البحث والتدبر والتفتيش. والثالث أنهم لا يكذبونك فيما يجدونه موافقا في كتابهم، لأن ذلك من أعظم الحجج عليهم. الكسائي: أكذبته إذا أخبرت أنه جاء بالكذب، ورواه: وكذبته إذا أخبرت أنه كاذب، وقال ثعلب: أكذبه وكذبه، بمعنى، وقد يكون أكذبه بمعنى بين كذبه، أو حمله على الكذب، وبمعنى وجده كاذبا.
وكاذبته مكاذبة وكذابا: كذبته وكذبني، وقد يستعمل الكذب في غير الإنسان، قالوا: كذب البرق، والحلم، والظن، والرجاء، والطمع، وكذبت العين:
خانها حسها. وكذب الرأي: توهم الأمر بخلاف ما هو به. وكذبته نفسه: منته بغير الحق. والكذوب: النفس، لذلك قال:
إني، وإن منتني الكذوب، * لعالم أن أجلي قريب (يتبع...) * (تابع... 1): كذب: الكذب: نقيض الصدق، كذب يكذب كذبا (2).
أبو زيد: الكذوب والكذوبة: من أسماء النفس. ابن الأعرابي:
المكذوبة من النساء الضعيفة.
والمذكوبة: المرأة الصالحة. ابن الأعرابي: تقول العرب للكذاب: فلان لا يؤالف خيلاه، ولا يساير خيلاه كذبا، أبو الهيثم، انه قال في قول لبيد:
أكذب النفس إذا حدثتها يقول: من نفسك العيش الطويل، لتأمل الآمال البعيدة، فتجد في الطلب، لأنك إذا صدقتها، فقلت: لعلك تموتين اليوم أو غدا، قصر أملها، وضعف طلبها، ثم قال:
غير أن لا تكذبنها في التقى أي لا تسوف بالتوبة، وتصر على المعصية. وكذبته عفاقته، وهي استه ونحوه كثير.
وكذب عنه: رد، وأراد أمرا، ثم كذب عنه أي أحجم.
وكذب الوحشي وكذب: جرى شوطا، ثم وقف لينظر ما وراءه. وما كذب أن فعل ذلك تكذيبا أي ما كع ولا لبث.
وحمل عليه فما كذب، بالتشديد، أي
(٧٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 713 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805