ترتيب إصلاح المنطق - ابن السكيت الاهوازي - الصفحة المقدمة ١٠
وليست لي في هذا الكتاب فضيلة أمت بها ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أنى رتبت الكلمات بترتيب " ألفبا " وسهلت لرواد العلم وطلابه الحصول على ما يريدونه من اللغات في هذا الكتاب، فمن وقف فيه على صواب أو زلل، أو صحة أو خلل فعهدته على من عمل فيه في الأول، وحمده وذمه لأصله الذي عليه المعول لأني نقلت ما فيه ورتبت شتاته ولم أبدل منه شيئا فيقال: فإنما إثمه على الذين يبدلونه، بل أديت الأمانة في نقل الأصول اللهم أنت الشاهد والعالم أنني لم أقصد من بذل الجهد في هذا الكتاب الا القيام بخدمة القرآن حتى يستطيع عطاشى الحقيقة بواسطة الاستعانة بهذا الكتاب ان يستفيدوا الاستفادة الكافية من حقائق القرآن اللامتناهي وليس لي اي دافع آخر..
إنني وإن قضيت وقتا من عمري في كتابة تراجم للشعراء الجاهليين وغيرهم، فإن ذلك يعود إلى أن قيمة ما ورد في الكتاب تعتمد على أشعار الشعراء، وقد قيل: إن الشعر ديوان العرب. كما أن استعمال كلمة أو جملة بمعنى معين إنما يصح ويتأكد عند استعمالها بنفس المعنى في اشعار الشعراء، وقد نقل أن عمر سأل أصحابه وهو على المنبر عن معنى " التخوف " في قوله تعالى: " أو يأخذكم على تخوف " فسكتوا فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا، التخوف:
التنقص، قال عمر: فهل تعرف العرب ذلك في اشعارها؟ قال: نعم، قال شاعرنا زهير:
تخوف الرجل منها تاركا فردا * كما تخوف النبعة السفن ولهذا وبعد الاخذ بنظر الاعتبار ما قلته آنفا فاني أردت أن أعرف الشعراء الذين استشهد الكتاب بأشعارهم لأمنح الكتاب قوة أكثر واعتماد أقوى.
ولا يفوتني هنا أن أزجى وافر شكري للسيد حامد صدقي الأستاذ المساعد بجامعة الإمام الصادق - ع - لما بذل من وقت وجهد للعناية بهذا العمل الثمين واحمد أيضا لثلة من طلابنا الأعزاء في هذه الجامعة لما بذلوا من جهد في تبويب بعض القسائم أثناء العمل وما شاكل ذلك من مسائل كانت لهم تمرينا على البحث العلمي. فجزاهم الله خير الجزاء وأخذ بأيديهم لما يحب ويرضى وختاما أرجو من كرم الله تعالى أن يجعل عملي هذا من الثلاث التي ينقطع عمل ابن آدم إذا مات إلا عنها، وأن أنال به الدرجات بعد الوفاة بانتفاع كل من عمل بعلمه أو نقل عنها، وأن يجعل تأليفه خالصا لوجه الجليل وحسبنا الله ونعم الوكيل. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام على من يخدم الحق لذات الحق خادم أهل العلم والدين محمد حسن - بكائي ربيع المولد 1412
(المقدمة ١٠)
الفهرست