نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١٩١
والتقريب بين أطراف أمة سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائل: - جزاه الله خيرا - ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة، والصيام والصدقة والأمر المعروف، والنهي عن المنكر؟
قالوا: بلى يا رسول الله!
قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين وقديما كان الإمام الحسن بن علي عليها السلام فمن أدى هذه الرسالة في أسمى صورها الظاهرة والباطنة حيث أثر المصلحة العامة للمسلمين وحقن الدماء على مصلحته الشخصية (1) مع أنه كانت له الشرعية الكاملة في الخلافة وفي هذا الموقف طبق بكل إخلاص قول جده عليه تحيات الله وبركاته:
إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين

1 - لم يكن للإمام الحسن عليه السلام في الخلافة الإسلامية أية مصلحة شخصية بل كان عليه أن يؤدي رسالته ومسؤوليته حسب الظروف ومقتضيات المصلحة الإسلامية العامة - الناشر - (2) لم تثبت صحته عندنا وذكر الأستاذ العلامة الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه: (الشيعة والحاكمون) في الطبعة الثانية ص 63 فقال: أما ما نسب إلى النبي (ص) من أنه قال مشير إلى الحسن: إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين) فهو من وضع الوضاع الذين استأجرهم معاوية الكذب والافتراء على الرسول أمثال: أبي هريرة وسمرة بن جندب، والغاية من وضعه التضليل والتمويه، وطمس الحديث المتواتر: (يا عمار تقتلك الفئة الباغية) وجعل معاوية ومن معه بمنزلة على ومن معه كلاهما من المسلمين انتهى
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 189 190 191 192 » »»