نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١٨٤
واطلاعه على أقوال فقهاء الإمامية وكتابه (نظام الطلاق في الإسلام) أكبر شاهد عما نقول (1).
وآخر القضايا المهمة غمس فيها أحمد أمين يده هي قضية الإمامة وهي من أكبر القضايا التي المذهب الإمامي الجعفري عن المذاهب الأخرى فإذا قال الإمامية بأفضلية علي على أبي بكر وعمر فإن هذا القول لا يعد - كما يعتقد جهلاء الأمة - فسقا أو ضلالا أو خروجا على الشريعة وإنما هي مسألة اجتهادية لم يفطن لها أحمد أمين صورتها العلمية الدقيقة والإمامية في هذا القول مجتهدون لهم رأيهم ولهم نصوصهم من القرآن والسنة وفي مقدمة هذه الحجج التي يرونها موضع التفضيل وسبا مشروعا في أحقيقة التقديم في الخلافة آية التطهير:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وآية المباهلة:
(قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) إلى عشرات الآيات التي لا داعي للاسترسال فيها إيثارا للإيجاز في هذا التصدير أما الأحاديث الدالة على أفضلية (على) و تقديمه على الشيخين في العلم والجهاد والمقاضاة بين الأمة، والزهد في الدنيا فهناك يتجاوز المائة حديث وأشهرها حديث المؤاخاة وحديث المنزلة وحديث الكساء وحديث غدير خم وهو نص جلي في إمامته بعد النبي عليه السلام.

1 - وكان للشيخ أحمد شاكر اتصال ومراسلة مع الإمام كاشف الغطاء أنظر أصل الشيعة وأصولها الطبعة العاشرة طبعة القاهرة عام 1977 ه‍ - الناشر -
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 189 190 ... » »»