تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٧٤
بينهما، فإنه بهذا الاعتبار فاسد على كلا التعريفين، أو بالنظر إلى مرحلة الظاهر فكذلك، فإنه صحيح بهذا الاعتبار على كليهما.
ودعوى اختلاف اللحاظ بينهما مدفوعة بأنه خلاف الظاهر.
هذا، والأجود أن يجعل مورد الثمرة بينهما صلاة ناسي بعض الأجزاء الغير الركنية، كما أفاده - دام ظله - فإنه قد حقق في محله أنه غير مأمور بالصلاة الفاقدة لتلك الأجزاء المنسية، فلا تكون موافقة للشريعة، مع أنها مجزية ومسقطة للقضاء إجماعا، فتتصف بالصحة على التعريف الثاني دون الأول.
ثم المراد بإسقاط القضاء في الثاني كون الفعل بحيث يسقط على تقدير ثبوته، فلا ينقض الحد في طرفي الصحيح والفاسد بصحيحة العيدين وفاسدتهما (1).
فإذا عرفت ذلك فاعلم أن النزاع في المسألة إنما هو في الأمور القابلة للاتصاف بوصفي الصحة والفساد بحسب نوعهما، وأما التي لا تقع في الخارج إلا صحيحة محضة - بمعنى أن وجودها ملازم للصحة كعنوان الإطاعة لله (2) والخضوع والسجود له بحيث لو وجدت وجدت بوصف الصحة، وإن لم توجد لم توجد أصلا - أو فاسدة (3) كذلك، فهي خارجة عن محل النزاع، ضرورة عدم تأثير النهي في الأول في شيء بعد إحراز وجودها في شيء، وثبوت الفساد قبله في الثاني.
وقد يقع الإشكال في بعض الأمور من جهة كونه من الأمور القابلة

(1) حيث إن القضاء ساقط في صحيحة العيدين وفاسدتهما، وعدم النقض بذلك على تعريف الصحيح والفاسد عند الفقهاء لعدم ثبوت القضاء في صلاة العيدين.
(2) في النسخة المستنسخة: (منه)، والصحيح ما أثبتاه.
(3) في النسخة المستنسخة: وفاسدة..
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377