تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٧٢
وعدمها بالإضافة إلى واحد من الأغراض، فقد يكون صحيحا باعتبار مطابقته لواحد منها، وفاسدا باعتبار مخالفته لآخر، ومع تعدد جاعله [و] تعدد (2) الأغراض بتعددهم فالملحوظ فيه مطابقة غرض واحد منهم وعدم المطابقة له، فقد يكون الفعل صحيحا باعتبار مطابقته لغرض واحد منهم، وفاسدا باعتبار عدم مطابقته لغرض غيره، ومع اتحاده مع تعددهم فإن اتصف بالصحة بملاحظة مطابقته لغرض واحد منهم فيتصف بها مطلقا، وكذلك اتصافه بالفساد، كما لا يخفى.
ثم إنهما إن كانا باعتبار مطابقته لغرض الجاعل وعدم المطابقة فينسبان إلى ما ينسب إليه الجاعل، فإن كان هو الشارع فيوصفان بوصفه فيعبر عنهما بالصحة والفساد الشرعيين، أو غيره بوصفه وإن كان باعتبار مطابقة غرض نوع الفاعلين وعدم المطابقة له فينسبان إلى ما ينسب إليه ذلك النوع.
فعلى هذا فقد يكون الشيء صحيحا عرفا - مثلا - وفاسدا غير صحيح شرعا، وذلك مثل شرب الخمر - مثلا - إذا وقع مطابقا على نحو المتعارف المجعول له وهو وقوعه مسكرا، فإنه صحيح باعتبار مطابقته لغرض جاعله من أهل العرف، ولا يتصف بالصحة شرعا، لعدم تعلق غرض من الشارع بشر به له، فكيف بمطابقته له أو عدمها.
وأما على الثاني، أي على تقدير كون موردهما من الجواهر والأعراض فالملحوظ في الاتصاف بواحد منهما إنما هو مطابقة المورد لغالب أفراد نوعه، بمعنى عدم نقصانه عنها في الجهة (3) المطلوبة منها وإن اشتمل على مزية بالنسبة إليها، وعدم مطابقته لها بالمعنى المذكور.
هذا، وقد ظهر مما ذكرنا من اعتبار الجعل في الموضوعات المجعولة

(1) في النسخة المستنسخة: مع تعدد..
(2) كان في المستنسخة: في الجملة. والصحيح ما أثبتناه في المتن.
(٧٢)
مفاتيح البحث: شرب الخمر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377