تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
بيانه: أن الحجة في المبادي المنطقية عبارة عن مطلق الوسط الذي يحتج به على إثبات الأكبر للأصغر بمعنى ما يتوقف إثبات الأكبر للأصغر على توسيطه، لا مطلق ما يصح توسيطه، وفي باب الأدلة الشرعية عبارة عن الوسط المخصوص، وهو ما كان واسطة لإثبات أحكام متعلقه التي ثبتت لذات المتعلق، فلذا لا يطلق الحجة حقيقة على العلم المأخوذ موضوعا لحكم أو جزء لموضوعه - في اصطلاح الأصوليين - وإن كان إطلاقها عليه حقيقة بالنظر إلى اصطلاح أهل الميزان.
وكيف كان، فالاحتياج إلى التوسيط مأخوذ في معنى الحجة في كل من الاصطلاحين، ومن المعلوم أن القطع الذي هو طريق إلى أحكام متعلقه - لا جزء لموضوع تلك الأحكام - لا يتوقف إثبات تلك الأحكام المتعلقة () على توسيطه، بأن يقال للمائع المقطوع بكونه خمرا: إن هذا معلوم الخمرية، وكل معلوم الخمرية حرام، بعد فرض أن الحرمة إنما هي من أحكام ذات الخمر وإن جاز توسيطه كذلك لكونه صادقا، نظرا إلى أن معلوم الخمرية خمر عند القاطع، وكل خمر حرام، فالمترتب على القطع بكون مائع مخصوص خمرا ليس إلا انكشاف مصداق ذلك المائع لكلي الخمر التي حكمها الحرمة، والواسطة لإثبات الحرمة له إنما هو الخمر، لفرض أن حرمته لكونه من أفراد الخمر، لا القطع بكونه خمرا.
والحاصل: أن القطع إنما هو طريق إلى ذات الأصغر والواسطة لإثبات الأكبر له غيره وهو العنوان العام الذي ثبت له الأكبر أولا وبالذات.
وما ذكرنا من صحة توسيطه أيضا محل تأمل، بل لا يبعد استهجانه في نظر العقلاء، إذ ليس كل ما له دخل في حكم واقعا يصح توسيطه ودخله في موضوعه إذا كان صادقا.
(٢٤٠)
مفاتيح البحث: الوقوف (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377