زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٨٤
عليه. وروى الطبري: أصيب من بني المصطلق يومئذ ناس كثير. وقتل علي بن أبي طالب منهم رجلين: مالكا " وابنه. وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث (1).
وذكر ابن هشام في السيرة: لما أنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق ومعه جويرية بنت الحارث. دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة. وأمره بالاحتفاظ بها. وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء. فرغب في بعيرين منها.
فغيبهما في شعب من شعاب العقيق. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال: يا محمد. أصبتم ابنتي وهذا فداؤها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين البعيرين اللذين غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فوالله ما أطلع على ذلك إلا الله تعالى. فأسلم الحارث. وأسلم معه ابنان وناس من قومه. وأرسل إلى البعيرين فجاء بهما. فدفع الإبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ودفعت إليه ابنته جويرية. فأسلمت. وخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها فزوجه إياها (2).
وروى الحاكم عن عبد الله بن أبي الأبيض مولى جويرية عن أبيه قال: سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فوقعت جويرية في السبي. فجاء أبوها فافتداها وأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
وروي أن خبر زواج النبي صلى الله عليه وآله ذاع بين الناس. فأرسل

(1) تاريخ الأمم والملوك 65 / 3.
(2) سيرة ابن هشام 246 / 4.
(3) رواه الحاكم (المستدرك 27 / 4).
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست