زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٩٥
عمرو. وفي هذه الغزوة بعث الله تعالى على أعدائه ريحا " وجنودا " تفعل بهم ما تفعل. فلم يستمسك لهم بناء ولم تثبت لهم نار ولم يطمئن لهم قدر.
فرجعوا كيدهم في نحورهم ولم ينالوا شيئا " مما تعاهدوا وتكاتفوا عليه.
ولما أنصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخندق وفرغ من أمر الأحزاب. ووضع عنه اللامة واغتسل واستحم. تبدى له جبريل بوحي من الله يأمره بالمسير إلى بني قريظة. فوثب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعزم على الناس أن لا يصلوا صلاة العصر حتى يأتوا قريظة. فلبس الناس السلاح. فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس. واختصم الناس.
فقال بعضهم: إن رسول الله عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي قريظة فإنما نحن في عزمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليس علينا إثم. وصلى طائفة من الناس احتسابا ". وتركت طائفة منهم الصلاة حتى غربت الشمس فصلوها حين جاؤوا بني قريظة احتسابا ". فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واحدا " من الفريقين.
وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسا " وعشرين ليلة.
حتى أجهدهم الحصار. وقذف الله في قلوبهم الرعب. وكان حيي بن أخطب دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت قريش وغطفان. فلما أيقنوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم. قال رئيسهم كعب بن أسيد: يا معشر يهود قد نزل بكم من الأمر ما ترون وإني عارض عليكم خلالا ثلاثا " فخذوا أيها شئتم. قالوا: ما هي؟
قال: نبايع هذا الرجل ونصدقه. فوالله لقد تبين لكم إنه نبي مرسل وأنه الذي تجدونه في كتابكم. فتأمنوا على دمائكم وأموالكم ونسائكم. قالوا:
لا نفارق حكم التوراة أبدا " ولا نستبدل به غيره.
قال: فإذا أبيتم على هذا فهلموا فلنقتل أبناءنا ونساءنا ثم نخرج إلى محمد رجالا " مصلتين بالسيوف ولم نترك وراءنا ثقلا " يهمنا حتى يحكم الله
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست